الخيوط داخلة (في) بعضها" ومتداخلة ومتساقطة على أرضيَّة القاعة بل على قارعة الطَّريق... بقطع النَّظر عن المحتوى الهزيل جدًّا وعن الأداء الاتِّصالي الكارثي والرَّفض المَرَضِي للإجابة عن أسئلة الصِّحفيِّين في "نُقطة إعلاميَّة" (؟؟؟) وعن تساؤلات الرَّأي العام الدَّاخلي والخارجي،
صورة سلبيَّة جدًّا على مستوى الشَّكل في غياب المضمون يقدِّمها وزير التَّدابير الاستثنائيَّة للدَّاخليَّة في حكومة الرَّئيس للتَّدابير الاستثنائيَّة عن تونس، وبلادنا تواجه خطر الإرهاب الأعمى.. والعالم أجمع ينظر لتونس، ويعتبر ما حصل في جزيرة جربة "جريمة إرهابيَّة" مكتملة الأركان وليست مجرَّد "جريمة" ومرتكبها "إرهابي" وليس مجرَّد "مُعتدي"..
بل وبعض الدُّول كألمانيا صرَّحت بالتزامها ب"حماية الأقلِّيَّة" اليهوديَّة في تونس (؟؟؟) وأخرى كفرنسا أعلنت تفعيل اختصاصها القضائي الجنائي الوطني وفتح التَّحقيق بتهمة "الإرهاب" وليس "الجريمة" العاديَّة عبر تعهُّد "النِّيابة العامَّة (المختصَّة) لمكافحة الإرهاب" المركزيَّة بباريس (قُطب مكافحة الإرهاب)، بعد سقوط أحد رعاياها ضحيَّة للعمليَّة الإرهابيَّة في جربة، ومطالبتها المنتظرة في السَّاعات القريبة القادمة من نظيرتها التُّونسيَّة بتفعيل الآليَّات الدُّوليَّة والثُّنائيَّة للتَّعاون القضائي في مجال مُكافحة الإرهاب بما في ذلك إصدار الإنابات العدليَّة المشتركة وإجراء التَّحقيقات المشتركة، كما تنصُّ عليه المُعاهدات الدُّوليَّة والثُّنائيَّة والإجراءات والنَّواميس الجاري بها العمل لمكافحة الإرهاب..
وفي الأثناء، لا يزال وزير الصُّدفة للتَّدابير الاستثنائيَّة للدَّاخليَّة يترنَّحُ، لم يصحُ بعدُ من تُخمة نظام غذائي غير صحِّي أكلا وشُربا لا يتوائم وممارسة أعلى الوظائف في الدَّولة، ولم يستفق بعدُ من تيه الصَّدمة ومن مَرَض "تقعيد العود عود النَّظَّارات وأعواد الإيديولوجيا" ويوشك أن يسقط من فرط مراوغة التَّرنُّح بين كمٍّ هائل من "أسلاك" متناثرة مبعثرة و"خيوط داخلة (في) بعضها".. حفظ الله تونس من كلِّ مكروه..