الإعلان عن حكومة الأحد 25 أوت، قبل 42 يوما من انتخابات 6 أكتوبر ونهاية عهدة الرَّئيس المنتهية ولايته والمترشِّح لخلافة نفسه.. حكومة الرَّئيس الخامسة والثَّالثة للتَّدابير الاستثنائيَّة.. إبعاد الفريق طيَّار بلعاتي من الفلاحة وإرضاء الجيش بتعيين الفريق أوَّل طبيب الفرجاني على رأس الصِّحَّة مع إبعاده من القصر وتركه بدون مستشار (؟؟؟)، وسقوط عمَّار وبن رجب من الخارجيَّة والتِّجارة، وإبعاد الفرجاني من القصر وتعيينه على رأس الصِّحَّة، تعويض ممِّيش بالسِّهيلي على رأس الدِّفاع، والإبقاء على "جفَّال" محميَّة القصر ومؤتمنته على تركيع "قضاء الوظيفة" وتعيين "جيب الله" للشَّركات الأهليَّة..
قراءة سريعة في الرَّسائل السِّياسيَّة لقائمة الوزراء الجدد:
ـ إقصاء الفريق عسكري طيَّار ـ الوزير بلعاتي من الفلاحة والصَّيد البحري والموارد المائيَّة وكاتب الدَّولة وتعويضهما بعزِّ الدِّين بالشِّيخ وحمَّادي الحبيِّب على خلفيَّة رفضهما مجاراة رئيس الجمهوريَّة في نظريَّات المؤامرة المائيَّة لتبخيس حضوضه الانتخابيَّة؛
ـ إرضاء المؤسَّسة العسكريَّة بتعيين المستشار الرَّئيس والطَّبيب الخاص لرئيس الجمهوريَّة الفريق أوَّل طبيب الفرجاني وزيرا للصِّحَّة بعد إدارتها عن بُعد، والتَّخلًّص في نفس الوقت من تأثيره في القصر وترك القصر ورئيس الجمهوريَّة المنتهية ولايته وحيدا بدون مستشار، بعد يومين فقط من تمتيعه (الفرجاني) بترقية استثنائيَّة لرتبة فريق أوَّل وهي أعلى رتبة في الجيش التُّونسي؛
ـ إبعاد بعض رموز الفشل والرَّداءة والتَّفاهة الوزير عمَّار وكاتبه للدَّولة بن رجيبة عن الخارجيَّة، وتعيين الدِّيبلوماسي المُخضرم محمَّد علي النَّفطي على رأسها بعد أن أقاله نفس رئيس الجمهوريَّة سابقا من كتابة الدَّولة للخارجيَّة (؟؟؟) ومعاضدته بالدِّيبلوماسي محمَّد بن عيَّاد؛
ـ الاستجابة لرغبة الوزير عماد ممِّيش بمغادرة وزارة الدِّفاع وتعويضه بالدِّيبلوماسي خالد السّهيلي، في علاقة بما تمَّ تداوله أخيرا في الإعلام الأجنبي ولدى صحفيِّين ومدوِّنين تونسيِّين ممنوعين من النَّشر في الإعلام الوطني التَّقليدي من صراع مفتوح بين رئيس الجمهوريَّة المنتهية ولايته والمؤسَّسة العسكريَّة، في علاقة بملفَّات الانتخابات الرِّئاسيَّة الَّتي حرصت قيادة الجيوش على احترام آجالها الدُّستوريَّة وملفَّات إدارة أزمة شُحّ المياه الَّتي انتصرت فيها لأحد أعضائها الفريق وزير بلعاتي ضدَّ هلوسات القصر؛
ـ إنهاء تملٌّق ورداءة وطموح وزيرة التَّربية العبَّاسي بن علي "قليلة الأدب والتُّربية" وتعويضها بالنُّوري؛
ـ إبعاد بعض رموز الفشل الآخرين مثل بن رجب من التِّجارة وتعويضها بعبيد، ووزير التَّحيُّل الإلكتروني بن ناجي فيما عُرف بالاستشارة الالكترونيَّة فاقدة المصداقيَّة من وزارة تكنولوجيا الاتِّصالات وتعويضه بالهميسي؛
ـ تعويض بعض الوزراء عديمي الأثر مثل التَّعليم العالي والبحث العلمي والسِّياحة والمرأة والبيئة والاقتصاد والتَّخطيط والشَّباب والرِّياضة وأملاك الدَّولة والشُّؤون العقَّاريَّة، بكفاءات إداريَّة في العموم؛
ـ سدّ الشُّغور في بعض الوزارات الَّتي بقيت دون وزير مثل النَّقل والشُّؤون الدِّينيَّة والشُّؤون الثَّقافيَّة، ومفاجئة تعيين الموسيقيَّة والعازفة أمينة الصّرارفي وزيرة على رأس الأخيرة؛
ـ إقحام كاتبة دولة جديدة "جيب الله" مكلَّفة خصِّيصا ب"الشَّركات الأهليَّة" لدى وزير التَّشغيل شَوِّد (ولا علاقة لللَّقب بمختصر تسمية التَّيَّار السِّياسي الطُّلَّابي الماركسي الماوي "شَوَد") والَّذي تمَّت ترقيته من رئيس ديوان إلى كاتب دولة للشَّركات الأهليَّة لدى وزير التَّشغيل إلى رتبة وزير للتَّشغيل، ممَّا يوحي بمركزيَّة مشروع "الشَّركات الأهليّة" الفاشل في تصوُّر رئيس الجمهوريَّة المنتهية ولايته للتَّشغيل في برنامج حملته الانتخابيَّة بعد أيَّام؛
ـ وتبقى أبرز نقطة استغراب هي الإبقاء على وزيرة التَّدابير الاستثنائيَّة للعدل "جفَّال" رغم فضيحة الدَّولة من العيار الثَّقيل الَّتي هزَّت ديوانها بإيقاف ثمَّ إقالة القاضي المقرَّب إليها مكرم الجلاصي على خلفيَّة تورُّطه في التَّغطية على تهريب أحد كبار رجال العمايل من كبار تُجَّار المخدِّرات والضَّالعين في تبييضها، ويبدو أنَّ مُحيط رئيس الجمهوريَّة المنتهية ولايته الأستاذ "قيس"لم يجد أفضل من وزيرته "ليلى" لمواصلة القيام بمهام تركيع "قضاء الوظيفة" وتوظيفه لخدمة السُّلطة التَّنفيذيَّة وغرفها الخفيَّة الخلفيَّة المُظلمة، رغم الكُلفة الأخلاقيَّة والسِّياسيَّة الباهضة للإبقاء عليها..
"قرَّر رئيس الجمهورية صباح هذا اليوم 20 من صفر الخير 1446 / 25 اوت 2024، تحويرا حكوميا تم بمقتضاه تعيين السيدات والسادة:
- خالد السهيلي، وزيرا للدفاع الوطني،
- محمد علي النفطي، وزيرا للشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج،
- مصطفى الفرجاني، وزيرا للصحة،
- سمير عبد الحفيظ، وزيرا للاقتصاد والتخطيط،
- عصام الأحمر، وزيرا للشؤون الاجتماعية،
- سمير عبيد، وزيرا للتجارة وتنمية الصادرات،
- عز الدين بن الشيخ، وزيرا للفلاحة والموارد المائية والصيد البحري،
- نور الدين النوري، وزيرا للتربية،
- منذر بلعيد، وزيرا للتعليم العالي والبحث العلمي،
- الصادق المورالي، وزيرا للشباب والرياضة،
- سفيان الهميسي، وزيرا لتكنولوجيات الاتصال،
- رشيد عامري، وزيرا للنقل،
- وجدي الهذيلي، وزيرا لأملاك الدولة والشؤون العقارية،
- حبيب عبيد، وزيرا للبيئة،
- سفيان تقية، وزيرا للسياحة،
- أحمد البوهالي، وزيرا للشؤون الدينية،
- أسماء جابري، وزيرة للأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن،
- أمينة الصرارفي، وزيرة للشؤون الثقافية،
- رياض شوّد، وزيرا للتشغيل والتكوين المهني،
- محمد بن عياد، كاتب دولة لدى وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج،
- حمادي الحبيّب، كاتب دولة لدى وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، مكلفا بالمياه،
- حسنة جيب الله، كاتبة دولة لدى وزير التشغيل والتكوين المهني، مكلفة بالشركات الأهلية."