تناقض خطير بين رأسي السُّلطة التَّنفيذيَّة.. رئيسة حكومة الرَّئيس للتَّدابير الاستثنائيَّة تكذِّب الرَّئيس رسميًّا بخصوص أزمات غلاء الأسعار وغياب المواد الأساسية بسبب"صعوبات التَّزوُّد"، ومشاكل البذور والمشاتل وشح الموارد المائيَّة، في تناقض صارخ مع التَّفاسير التَّآمريَّة لرئيس الجمهوريَّة..
بحضور وزراء حكومة الرَّئيس للتَّدابير الاستثنائيَّة للتِّجارة وتنمية الصَّادرات وللماليَّة وللفلاحة والصَّيد البحري، أقرَّت رئيسة حكومة الرَّئيس للتَّدابير الاستثنائيَّة رسميًّا، وفي مجلس وزاري مُضيَّق رسمي بالقصبة، بما يُنكره الرَّئيس ويبحث عن طواحين هواء يوميَّة لاتِّهامها بتجويع الشَّعب..
فقد أقرَّت رئيسة حكومة الرَّئيس بحقيقة "غلاء الأسعار" و"غياب بعض المواد الاستهلاكيَّة" وبأنَّها حقائق وليست تهويلات، سببها: "صعوبات التَّزوُّد"، أي الصُّعوبات الماليَّة للدَّولة، وليس "الاحتكار" ومسالك التَّجويع" و"الجهات المعلومة" وهَلُمَّ جَرًّا بما يوحي به يوميًّا شياطين الإنس والجان المُتخفِّين في الغُرف الخفيَّة الخلفيَّة المظلمة الَّتي تُغذّي المخيال التَّآمُري لرئيس الجمهوريَّة..
كما تُقِرَّ رئيس حكومة الرَّئيس، عبوسا قمطريرا حائرة باهتة المُحيَّا، بوجود مشاكل في القطاع الفلاحي: "توفير البذور والمشاتل" (ويفهم منه ما تبعها أيضا من أسمدة وغيرها من المستلزمات الفلاحيَّة) بالإضافة إلى "شُحّ المياه"..
و"شُحّ المياه" هو المعظلة الأولى والأمر الجلل الَّدي كان نفاه رئيس الجمهوريَّة بعد أن عاينه رسميًّا المُقرِّر الأممي الخاص بالحق في الماء، عند زيارته الأخيرة لتونس تلبية لدعوة الحكومة لتفادي زيارة ملحَّة عاجلة طلبها زميله المُقرِّر الخاص الأممي المعني باستقلايَّة القُضاء والمحُامين والقضاء، بعد "ليلة السَّكاكين الطَّويلة" الَّتي نفَّذت فيها وزيرة التَّدابير الاستثنائيَّة للعدل الرِّئاسي ما اعتبرته تلبية لرغبة رئاسيَّة في ارتكاب مجزرة في حقِّ زملائها وفي حق القضاء..
لماذا لا تصارح رئيسة حكومة الرَّيس للتَّدابير ووزرائها رئيس الجمهوريَّة بهاته الحقائق عند جلسات المونولوغ اليومي أثناء استقبالهم في القصر الرِّئاسي بضاحية "قرط حدشت"؟؟؟ أم أن الرَّئيس لا يزال يعيش معزولا بين جُدران القصر في حالة النُّكران؟؟؟ أم أن الرِّئاسة تقوم بتفريغ تسجيلات المونولوغ اليومي أمام ديكور وزراء يستمعون لاسطوانة مشروخة من كثرة التِّكرار ويتألَّمون للَيِّ عُنق الحقيقة ولا يتكلَّمون لتوزيع كمِّيَّات علف "القُرط" الفايسبوكي والإعلامي اليومي للتَّخدير عبر صفحات الفتنة وبيع الأوهام الَّتي تدَّعي وصلا برئيس الجمهوريَّة، وهي في الحقيقة تُسيء له وتسيء لرئاسة الجمهوريَّة وتسيء للدَّولة وتسيء لتونس وتسيء للشَّعب؟؟؟
فهل سيقبل رئيس الجمهوريَّة الحقائق الَّتي صدعت بها رئيسة حكومة الرَّئيس للتَّدابير الاستثنائيَّة؟؟؟ أم ستدفع السَّيِّدة بودن ووزرائها الحاضرون ضريبة الخروج متأخِّرين من حالة "النُّكران"؟؟؟
والخروج من حالة "النُّكران" هي أولى مراحل الوصل للحقيقة، قبل الانصراف لقضاء شؤون النَّاس وتدبير أمور الدَّولة، بعيدا عن بيع الأوهام والهرولة للورى "زَزَزَقَّقَّقَّفُفُفُووونَنَنَة نَه نَه نَه" وراء السّراب..
والخروج من حالة "النُّكران" شرطه التَّوقُّف عن اصطناع الحروب الدُّونكيخوتيَّة الوهميَّة مع طواحين الهواء الَّتي لا تطحنُ دقيقا، بل تصنع سلوكا "طحينيًّا" مسموما، بل وتطحن آمال شعب في "الانعتاق من الخوف والعَوَز والفاقة"..
وإنَّ "ظهور عالم يتمتَّع فيه البشر بحرِّية الكلام والمعتقد والتَّحرُّر من الخوف والعَوَز قد أُعلن أنَّه أعلى تطلُّعات الإنسان"، كما هو المفتتح به في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان،