ما هكذا تورد الإبل يا سعيد.. قرار طرد السيدة استار لينش واعتبارها "شخصا غير مرغوب فيه" (Persona non grata) على التراب الوطني بقرار شخصي من رئيس الجمهورية، ومهما كانت مبرراته من سياقات معركة كسر العظام بين رئيس الجمهورية والمركزية النقابية ودسائس وزراء التدابير الاستثنائية فيما بينهم للظفر بالقصبة وخلافة قرطاج، ستكون له تداعيات سياسية على السياسة الخارجية التونسية حتى قبل أن يصدر موقف الاتحاد العام التونسي للشغل صاحب الدعوة للضيفة للمشاركة في تجمعه العمالي، باعتبار السيدة استار لينش الأمينة العامة للفيديرالية الأوروبية للنقابات، أكبر تجمع نقابي عمالي إقليمي في العالم..
وسيتم تدويل ما صرحت به في تجمع عملي في صفاقس في إطار زيارتها التضامنية مع النقابيين.. وتصريحها العابر والمحدود في الزمان والمكان سيجوب العالم، أفضل غباء الطاقة الاستشاري لقصر قرطاج ولوزراء للتدابير همهم الوحيد البقاء على الكرسي حتى بدون سروال إلى أن تتم إزاحتهم منه بإهانة ويغادروه بقميص عثمان..
حصل سابقا أيام الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة أن كتب ميشال دوري مراسل جريدة لوموند الفرنسية مقالا انتقد فيه الأوضاع في البلاد، فدعى الزعيم وزير الإعلام سي الطاهر بلخوجة آنذاك لمعرفة ما حصل ولاستسقاء رأيه.. فأشار الوزير بسحب العدد الذي تضمن المقال المذكور من الأسواق وبمنع الجريدة من التوزيع لمدة معينة في تونس..
فأجاب الزعيم بأنها اسوأ طريقة للإشهار السلبي، سائلا الوزير عن عدد قراءة لوموند في تونس الذين اقتنوا الجريدة وعدد من قرأ المقال في تونس وعدد المبيعات وعدد المشتركين وأنه لا يتجاوز بضع المآت فقط.. وأشار الزعيم على وزيره بأن المنع سيجعل "حتى الذين لم يقراوا المقال يبحثون عنه وعن أسباب المنع، وسيصبح الحدث هو المنع".. ووجه الوزير بالقيام بمهامه كوزبر للإعلام في حكومة الجمهورية التونسية، بالتواصل مع الصحفي المذكور وتقديم الرواية الرسمية ووجهة النظر الرسمية للأحداث، بدل استعراض عضلات ابن فرناس.. وحديثنا قياس..
الصورة لعنوان جريدة لوموند اليوم وبرقية وكالة الأنباء الفرنسية حول قرار الرئيس قيس سعيد شخصيا بالترحيل غير المدروس، وسريانه كالنار في الهشيم في مختلف وسائل الإعلام حول العالم.