إنهاء مهام رئيسة حكومة الرَّئيس للتَّدابير الاستثنائيَّة السَّيِّدة نجلاء بودن بن رمضان شُهرت "المُنَاحَة الصَّامتة"، الَّتي أشهرت أخيرا صورة مَثَلْها الأعلى الدِّكتاتور الكمبودي "سي هانوك" في مقرِّ السِّيادة بالقصبة.. وتعويضها بالسَّيِّد أحمد بن صالح الحشَّاني، بمجرَّد بلاغ فايسبوكي لمنتصف اللَّيلة الفاصلة بين 1 و2 أوت 2023، واستقبال ساكن القصبة الجديد في موكب أداء القسم حتَّى قبل تكوين فريقه الحكومي، ممَّا يضعف مكانته وقدرته على إدارة فريقه بل ويضعف تناغم الفريق وغياب معنى الفريق أصلا..
السَّيد الحشَّاني نكرة لدى الرَّأي العام، ولم يعرف له اهتمام سابق بالشَّأن العام ولا حضور في الفضاء العام، وهو خرِّيج قانون مثل رئيس الجمهوريَّة واشتغل سابقا معاونا لمحافظ البنك المركزي التُّونسي، واشتغلت عليه بتكتُّم شديد منذ أشهر التَّنسيقيَّات الفوضويَّة المؤثِّرة في محيط رئيس الجمهوريَّة..
المعلومات الشَّحيحة المتوفِّرة عنه لا تمكِّن من معرفة ميولاته الفكريَّة ولا السِّياسيَّة ولا الاقتصاديَّة إن وُجدت، غير أنَّه كان مناصر للمرشح الرئاسي نبيل القروي في رئاسيات 2019 ومقربا من حزب التجمعيين الجدد لزعيمته عبير موسي، وكونه ابن العسكري الانقلابي صالح الحشَّاني الّذي حكم عليه بالإعدام ضمن المجموعة الانقلابيَّة المعروفة بمجموعة المؤامرة لسنة 1963 الَّتي حاولت الانقلاب على الجمهوريَّة واغتيال الرَّئيس المؤسِّس للجمهوريَّة الزَّعيم الحبيب بورقيبة..
غادرت السَّيِّدة نجلاء ولم تترك للدَولة حتَّى "خُفَّي نجلاء" ولن تخابط التُّونسيِّين يوما وأضرَّت على فرض لغتها الأم للأم "الُّغة الفرنكوفونيَّة" حسب إحدى زلَّاى لسانها لغة عمل لمجلس وزراء حكومة الجمهوريَّة التُّونسيَّة، تحت سلطان التَّدابير الاستثنائيَّة، في استفزاز صارخ للشَّعب التُّونسي الكريم وإهانة جسيمة لهويَّة البلاد والعباد وخرق صارخ لدساتير وقوانين البلاد..
ترحل بعد أن حوَّلت قصر القصبة إلى مخبأ شبه عسكري وأنشأت فيه جناحا محرَّما على الموظَّفين وخاصًّا بها وبمستشارتها حريمة الوزير الرَّاحل سي محمَّد الشَّرفي والمقرَّبين من معاونيها اللَّين استقدمتهم لخدمتها وخدمة صورتها وتجميع عناصر تحرير كتابها الدِّعائي كأوَّل امرأة رئيسة حكومة في العالم العربي لتجسيد النِّسويَّة الدَّولاتيَّة.. ولكنَّ السَّيِّدة تغادر كما جاءت نكرة لم تقدِّم للتونسيين ولا للتُّونسيَّات شيئا، جاءت من الغرف الخفيَّة الخلفيَّة المظلة وتغادر إليها..
وجيء بالسَّيِّد الحشَّاني لتعويضها على ما يبدو في نفس المربَّع الَّذي يريد رسمه رئيس الجمهورية لوظيفة رئيس حكومة الرَّئيس الاستثنائيَّة للتَّدابير الاستثنائيَّة الَّتي أعلنها ولم يُنهها بعدُ بفهم توسُّعي أحداي "كارل ـ شميتي" للفصل 80 من دستور المجلس الوطني التَّأسيسي وأبَّدها في دستور الرَّئيس..
ويبقى السُّؤال الرَّئيسي: ما هو برنامج حكومة الرَّئيس الرَّابعة والثَّانية للتَّدابير الاستثنائيَّة؟
والسُّؤال الفرعي: ما هو دور برلمان الرَّئيس في منح أو حجب الثِّقة أو حتَّى مسائلة حكومة الرَّئيس للتَّدابير الاستثنائيَّة، وقد تمَّ اختيار توقيت الإعلان عن رئيسها منتصف ليل نهار دخول برلمان الرَّئيس في "عطلة الخمول الصَّيفي"؟