العودة إلى ما وراء الوراء

وعودة إلى ما وراء وراء الوراء بدور قروسطي وخطاب بدائي لأحد أفراد عائلة الرئيس المنتهية ولايته والمترشح لخلافة نفسه تماما مثلما حصل قبل ربع قرن مضى.. فهل أغنت عنهم 89.62 % من الشعب شيئا في 2009؟؟؟

الآن وقد أُسدل الباب على خُلوة صناديق الاقتراع وفي انتظار الفرز وإعلان النتائج، ومهما كانت نتائج "هيئة بوعسكر" وما سيرافقها من "زرقونيات" وطقوس فولكولرية، وجب إن يقف المشاركون والمقاطعون والمطالبون بالتأجيل وقفة صدق لتقييم المسار الانتخابي بِرُمَّتِه..

والعمل بالأخص على ان لا تتكرر مناخات التدليس القبلي للإرادة الشعبية، عبر توظيف القضاء وتضييق مناخ الحريات العامة وتوظيف وتجيير أجهزة الدولة والإعلام العمومي على مقاس الحاكم المنتهية ولايته والمترشح لخلافة نفسه، كائنا من كان وأيًّا من كان..

وما أتاه قطيع كرانكة الشو والهذيان والموالاة العمياء الصماء على القناة الوطنية الأولى، والحبر الانتخابي لم يجفَّ بعد، هو خير دليل على هذا الانحطاط الانتخابي الذي أصاب تونس..

ولا بد من الانكباب منذ الليلة على طي صفحة 6 أكتوبر ومسارها الانتخابي الأعرج والاخرق، والذي حطم كل الأرقام القياسية في التحيل الاستباقي على الإرادة الشعبية وتوجيهها بطريقة تخرق كل المعايير الديمقراطية وأبسط القواعد القانونية وأدنى المواثيق الأخلاقية وأسس ومقتضيات دولة القانون وحتى أبسط مقومات الذوق السليم..

قوموا لانتخاباتكم يرحمكم الله.. فإنها كانت على المؤمنين بالديمقراطية كتابا موقوتا.. وإنها لا تصح إلا باكتمال أدائها واحترام أركانها وشروط صحتها، وإن لزم الأمر بإصلاح ما شاب أداءها من غلط أو لغو أو سهو أو زيادة أو نقصان..

حفظ الله تونس من كل مكروه..

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات