خطاب "هَاشَانِي" كارثي ومُهتزّ ومُرتبك وأجوف، وبهيئة استذلاليَّة مُهينة أمام الوزير الأوَّل الفرنسي "عطَّال" رئيس حكومة بلده الثَّاني.. وسيادة في مهبِّ الرِّيح.. وتباه مَرَي بما قامت به حكومته تجاه :المهاجرين الأفارقة" لفائدة القلعة الأوروبِّيَّة(؟؟؟)، وغياب أيِّ إشارة للماضي الاستعماري الفرنسي، بل تمجيد وإطراء وانبطاح "هَاشَانِي" غير مسبوق في التَّاريخ ومُذلّ ومُهين لتونس..
ووقاحة وقلَّة حياء باتِّهام مواطنيه ممَّن سبقوه في إدارة شؤون الدَّولة والابتهاج بكل وقاحة "تخلَّصنا منهم" (؟؟؟) ووصفهم بأنَّهم "جهة شرِّيرة" (؟؟؟) واتِّهامهم ب"غياب الوعي بالانتماء للوطن" (؟؟؟) وهو فرنسي الجنسيَّة؟؟؟.. وأساء بخطابه لتونس ولدولتها وحتَّى لرئيس الجمهوريَّة شخصيًّا..
شيئا من الاحترام والتَّواضع أمام التُّونسيِّين، وشيئا من العزَّة والكرامة أمام المستعمِر السَّابق يا "مِيسْيُو هَاشَانِي"، يا من جاءت به صُدف الزَّبونيَّة والمحسوبيَّة والرَّداءة والتَّفاهة من "غياهب الغيب السِّياسي" لإدارة شؤون البلاد تحت سُلطان التَّدابير الاستثنائيَّة التَّوسُّعيَّة..
هل أتاك حديثُ السَّيَّارة "القُرسِقيَّة" (الكُورسُو) غير الرَّسميَّة
هل أتاك حديثُ السَّيَّارة "القُرسِقيَّة" (الكُورسُو) غير الرَّسميَّة في مُسلس إخفاقات رحلة "المِيسْيُو هَاشَانِي" الباريسيَّة..
ـ لماذا لم يتمَّ استقبال "المِيسْيُو هَاشَانِي" رسميًّا لا في المطار ولا في ساحة قصر "آنفاليد" ولا بفرقة من العساكر تُؤدِّي له التَّحيَّة"؟
ـ لماذا لم توفِّر له مصالح الوزير الأوَّل الفرنسي "عَطَّال" سيَّارة مراسم رسميَّة كما جرت العادة والأُصول؟
ـ بعد معاينة الاحتقار الفرنسي، لماذا لم يستعمل "المِيسْيُو هَاشَانِي" السَّيَّارة الرَّسميَّة الدِّيبلوماسيَّة التَّابعة لسفارتنا بباريس؟
ـ لماذا تمَّ نقل "المِيسْيُو هَاشَانِي" على متن سيَّارة "مرسيدس" غير رسميَّة أقرب للكراء أو الإعارة في شكل "عارية استعمال" أو "عارية استهلاك" لسيَّارة عاديَّة مسجَّلة بمقاطعة ـ جزيرة "قُرِسِقَة" (Corse, Corsica) الانفصاليَّة ورَمْزُها (2A)، وليس مقاطعة العاصمة "باريس" (Paris) ورَمْزُها (75)، علما وأنَّ اللَّوحات المنجميَّة الفرنسيَّة تحمل رقم المقاطعة/الولاية الَّتي تُسجَّل فيها السَّيَّارة بعنوان الإقامة للأشخاص الطَّبيعيِّين أو عنوان المقر الاجتماعي للشَّخص المعنوي، كما هو معلوم من ترقيم اللَّوحات المنجميَّة الفرنسيَّة بالضَّرورة؟
ـ هل اختيار "عارية" (عقد الاستعارة) مسجَّلة في جزيرة "قُرْسِقَة" الفرنسيَّة رسالة خفيَّة من "المِيسْيُو هَاشَانِي" أو من الوزير عمَّار أو من السَّفير ضياء خالد لمبارزة فرنسا اليعقوبيَّة في عُقر دارها الباريسي برمز انفصالي؟
ـ أم أنَّ رئيس الجمهوريَّة أوحى لشياطين "المِيسْيُو هَاشَانِي" بتذكير فرنسا بأنَّ لنا مُشتركا معها، حيث أنَّ "قُرْسِقَة" أعطت لفرنسا امبراطورها "نابوليون بونابارت"، الَّذي انقلب على الجمهوريَّة، وأحيا الملكيَّة، وأعاد العبوديَّة، وتلقَّب امبراطورا، وغامَر بجيوش فرنسا في مشارق الأرض ومغاربها إلى أن انتهى به المُطاف سجينا عند الانجليز وتوفَّته المنيَة منفيًّا في جزيرة انتزعتها بريطانيا العُظمى من العرش الفرنسي..
ـ أم أنَّ الرَّئيس قيس سعيِّد أراد تذكير فرنسا بأنَّ "قُرْسِقَة" كانت في ما مضى من غابر الأزمان تحت السِّيادة التُّونسيَّة، وأنَّها أعطت لتونس أحد أبرز حُكَّامها مُراد باشا باي الأوَّل "موراتو كورسو" أو "جاك سانتي" مؤسِّس الدَّولة المُراديَّة، والَّتي حكمت تونس من 1628 إلى سنة 1702 تاريخ اغتيال مُراد الثَّالث "مُراد بوبالة" السَّفَّاح "قتَّال الأرواح" أسوأ حُكَّام تونس على الإطلاق، والَّذي كان مبلغُ همِّه الوصول للسُّلطة وقَتَل من أجلها عمَّه وبقي مسكونا بالقضاء على من يعتبرهم أعدائه واشتهر بالقسوة الكبيرة والمبالغة في الانتقام إلى أن قضى على الجميع وعلى نفسه وعلى الدَّولة؟
فيما رواه الرُّواة الثِّقاة ووثَّقه المُؤرِّخون، ونقله للمسرح الكاتب والدِيبلوماسي الكبير ورجل الدَّولة الرَّاحل سي الحبيب بولعراس، وأخرجه على خشبة المسرح الرَّاحل سيدي علي بن عيَّاد، وأداء الرَّائعين على الدَّوام: منى نور الدين، علي بن عياد، رشيد قارة، فاضل الجزيري، عبد الغني بن طارة والهادي السملالي؟
وتلك قصَّة أخرى،
فما هُوَ لُغز السَّيَّارة "القُرسِقيَّة" في رحلة "المِيسْيُو هَاشَانِي" الباريسيَّة؟؟؟
على "المِيسْيُو هَاشَانِي" قطع زيارته الفاشلة حالًّا اللَّيلة من باريس، وسحب ووزيره عمَّار للتَّدابير الخارجيَّة وباقي مرافقيه، لإيقاف النَّزيف والكفّ عن تشويه سُمعة تونس، وحتَّى لا تبقى البلاد بلا رئيس جمهوريَّة ولا حكومة، ولا تحت حُكم السَّيِّد المعتمد الأوَّل لولاية تونس الَّذي فوَّضه رمزيًّا "الميسْيُو هَاشَانِي" في إهانة لكل وزراء الحكومة وفي خرق صارخ للأعراف والبروتوكول والتَّراتُب وهيبة ووحدة الدَّولة.. حيثُ يُسافر رئيس الجمهوريَّة للجزائر الشَّقيقة للمشاركة في قمَّة "منتدى الدُّول المصدِّرة للغاز" الجُمعة والسَّبت غُرَّة وثاني مارس، بل وبدأت التَّحضيرات اليوم الخميس 29 فيفري للإعداد لمشروع البيان الختامي بدون مشاركة تونس (؟؟؟)،
وكان من المفترض أن يسافر رئيس الجمهوريَّة اليوم أو غدا صباحا.. وقد جرت الأعراف ونواميس الدَّولة أن لا يُغادر رئيس الجمهوريَّة ورئيس الحكومة البلاد في نفس الوقت.. كما جرت الأعراف أن يُرافق وزير الخارجيَّة رئيس الجمهوريَّة في تنقُّلاته الخارجيَّة وأن لا يتشخلع خارج مهامَّه الرَّسميَّة على حساب المال العام..