من يتآمر على رئيس الجمهوريَّة وعلى الدَّولة التُّونسيَّة؟؟؟ بينما الرَّئيس قيس سعيِّد على فراش المَرض من آثر "نوبة قلبيَّة" يوم 31 مارس الماضي بشهادة لاحقة لرئيس الدَّولة نفسه وبتسيربات نشرتها من مصادرها ومن محيطه المُقرَّب وكالة "نوفا" الإيطاليَّة للأنباء، وتونس على كفِّ عفاريت والعالم كلُّه يتسائل بِحَيْرَة بالغة عن صحَّة رئيس الدَّولة، كان الشُّغل الشَّاغل لوزير التَّدابير الاستثنائيَّة للدَّاخليَّة المُكنِّي نفسه "ستالين" نشر صورة تفوح منها رائحة "الشَّخصنة" و"عبادة الذَّات" (Culte de la personnalité) وفرض "قَدْسَنَة" شخصه من طرف الأسلاك الأمنيَّة لضمان ولاءها بالرُّعب..
بل وأجبر كبار مدراء وزارة الدَّاخليَّة والقادة الأمنيِّين (الَّذين أسماهم بلاغهم بتكبُّر مبالغ فيه "منظوريه" (؟؟؟) وكاد يقول "رعاياه") بالتَّنقُّل معه إلى ولاية تطاوين، وبحمل صورة تذكاريَّة له مع صورته التَّاريخيَّة الَّتي أَمَرَ بتكبيرها وتأطيرها وتذهيبها، والَّتي اختار لها "رَبطة العُنُق البنفسجيَّة" (؟؟؟)، شعار أنصار الرَّئيس الأسبق المخلوع الأسبق زين العابدين بن علي القادم للرِّئاسة الانقلابيَّة من وزارة الدَّاخليَّة وزوجته المخلوعة ليلى الطّْرابلسي (؟؟؟)، وورائها صورة تعميده وزيرا للتَّدابير من طرف رئيس الجمهوريَّة (مع التَّغطية جزئيًّا على رئيس الجمهوريَّة؟؟؟) وهو بنفس "ربطة العُنُق البنفسجيَّة الطّْرابلسيَّة البِنْعْلِيَّة" وعلامات التَّشبُّه المُرَاهِق الأَزَلي والمَرَضِي بمَثَلِه الأعلى "ستالين"(؟؟؟)..
وجاءت حادثة "الصُّورة السّْتالينيَّة" مباشرة بعد تطمينه لنظيره الإيطالي سليل النِّظام الفاشستي للدُّوتشي "موسوليوني"، بل وخيانة سيادة تونس بتقاسم قلقه من "تهديد السَّواحل الإيطاليَّة" من طرف قوارب الهجرة التُّونسيَّة؟؟؟..
وكأنَّه يوحي عبر "الصُّورة السّْتالينيَّة" وخبر "المكالمة الموسولونيَّة" بأنَّه الخليفة المرتقب لما أسماه الإعلام الإيطالي "الرَّئيس المريض"، والمُرَشَّح الأوحد، داخليًّا وخارجيًّا، في صراع "الخلافة" من طرف "الهياكل التَّفسيريَّة المؤقَّتة" الفوضويَّة المنتصبة فوضويًّا وسرِّيًّا لتقويض أركان الدَّولة والَّتي تترأسُّها سرِّيًّا زوجته المُكنِّية نفسها "ماركس" وما تبعها من "الغرف الخفيَّة الخلفيَّة المُظلمة" للحُكم الَّتي طالما ندَّد بوجودها رئيس الجمهوريَّة قيس سعيِّد نفسه مرارا وتكرارا، دون أن يتفطَّن أنَّ مياهها العَفِنَة "تجري تحت ساقيه"..
علما وأنَّه لم يأت هذا الصَّنيع الصِّبياني الأرعن أيٌّ وزير من السَّابقين ولا من اللَّاحقين من وزراء الجمهوريَّة ولا حتَّى من وزراء المملكة قبل إعلان الجمهوريَّة..
وحتَّى مؤسِّس وزارة الدَّاخليَّة في أوَّل حكومة للاستقلال المجيد المناضل الكبير سي الطَّيِّب المهيري رحمه الله وطيَّب ثراه لم ينشر صورته ولم يتباهَ بها ولم يُجبر "مساعديه" في الوزارة على طبعها وتعليقها، وهُوَ من هُوَ من آباء الكفاح التَّحريري ومن بُناة الدَّولة العصريَّة والأب المؤسِّس وزارة الدَّاخليَّة..
فالصُّورة الوحيدة الَّتي تُرفع في مكاتب الوزراء والمُدراء وفي المنشآت العموميَّة هي صورة رئيس الدَّولة لأنَّه رمز وحدة الدَّولة وسيادتها لا غير..
كما جرت العادة ثانويًّا أن تعلَّق صور كل الوزراء المتعاقبين على كل وزارة، وبالأسود والأبيض، في إحدى قاعات استقبالها أو اجتماعاتها لتكريمهم وللتَّأكيد على تواصل واستمراريَّة الدَّولة، وليس لتكريس ثقافة "عبادة الأشخاص" السّْتالينيَّة" العزيزة على وزير التَّدابير الاستثنائية للدَّاخليَّة المُكنِّي نفسه تبرُّكا بها "ستالين" أحد أبرز مجرمي وجلَّادي القرن العشرين..
ويبقى السؤال الأبرز في هذا السِّياق: من أوحى لوزير التَّدابير الاستثنائيَّة بتخليد مشهد "الصُّورة السّْتالينيَّة" وركوع "المكالمة الموسولينيَّة"؟؟؟ ومن سرَّب تفاصيل مرض رئيس الجمهوريَّة لوكالة الأنباء الإيطاليَّة "نوفا" وقدَّم ولاءات الطَّاعة لوزيرها للدَّاخليَّة "بيانتيدوزي" ليضمن مساندتها "الفاشيستيَّة" في حرب الخلافة وانتهاك السِّيادة الوطنيَّة؟؟؟
فمتى يستفيق رئيس الجمهوريَّة ويطهِّر محيطه والدَّولة الَّتي نصَّب نفسه "مرسوميًّا" حاكما مُطلقا عليها، أن يطهِّر محيطه من الفوضويِّين المتآمرين عليه وعلى الدَّولة وعلى كينونة الأُمَّة؟؟؟