"لا يُمكن لهذا البُؤْس السِّياسي أن يتواصل"... رغم هاته الجُملة المُفيدة، خطاب متشنِّج لا يليق لا برئيس ولا برئاسة الجمهوريَّة أمام بهتة وامتعاض الحضور في "الدَّردشة الرِّئاسيَّة" بدون إطار رسمي (لا هو باجتماع مجلس الأمن القومي ولا المجلس الأعلى للدِّفاع ولا مجلس الوزراء) حضرها البعض من عناصر حكومة الرَّئيس للتَّدابير الاستثنائيَّة " وكبار القادة العسكريِّين والأمنيِّين...
شكلا: قَسَمات وجوه الحاضرين تدلُّ على الحيرة والبهتة والامتعاض والانقباض، بدل الاطمئنان على مستقبل الدَّولة ولا على مستقبل تونس، وهم مندهشون من تشنُّج رئيس الجمهوريَّة..
مضمونا: المضمون الوحيد ل "الخطاب الرِّئاسي"" هو انزعاج رئيس الجمهوريَّة من نسبة المشاركة المتدنِّية، وغير المسبوقة في التَّاريخ الوطني والبشري، في انتخابات "تشريعيَّة الرَّئيس" لإدخال "دستور الرَّئيس" حيِّز النَّفاذ وتفعيل "مسار الرَّئيس" وإفراز "برلمان الرَّئيس" مسلوب السُّلطات والصَّلاحيَّات، وما أثارته من ردود فعل داخليَّة وخارجيَّة ومن تململ داخل أجهزة الدَّولة نفسها ومن حراك سياسي واجتماعي، تزامن مع تفاقم الأزمة الماليَّة والاقتصاديَّة والاجتماعيَّة، وترافق مع نشر مرسوم الماليَّة الَّذي طغت عليه فلسفة وإجراءات "المَجْبَى" وإثقال كاهل الأُجراء وخنق الاستثمار وتغييب التَّنمية واستباحة السِّيادة الجبائيَّة للدَّولة لفائدة "الخبراء الأجانب" و"الدُّول الأجنبيَّة"..
وبقطع النَّظر عن هذا التَّشنُّج المَعيب وعمَّا سيثيره من ردود فعل داخل السَّاحة السِّياسيَّة والاجتماعيَّة وداخل سلطات وأجهزة الدَّولة الصَّلبة القضائيَّة والعسكريَّة والأمنيَّة والإداريَّة ذاتها الَّتي كال لكلٍّ منها رئيس الدَّولة ما كال اللَّيلة من اتِّهامات بدون حُجج ولا ميزان، فإنَّه "لا يُمكن لهذا البُؤْس السِّياسي أن يتواصل".. "لا يُمكن لهذا البُؤْس السِّياسي أن يتواصل".. "لا يُمكن لهذا البُؤْس السِّياسي أن يتواصل"..