غياب وزير التدابير الاستثنائية للداخلية وانقطاع أخباره العمومية منذ أسبوع تاريخ المشاركة في إحياء الذكرى 65 لأحداث ساقية سيدي يوسف الشهيدة في 8 فيفري بالساقية؟؟؟
كما كانت آخر مرة نشرت فيها وسائل الإعلام صورة الوزير في قصر قرطاج منذ ثلاثة أسابيع بالتمام والكمال يوم 26 جانفي لتقديم تقرير عن مكافحة الإرهاب، على غير عادة الوصل السابق واللقاءات شبه اليومية التي كان يحظى بها وزير التدابير في القصر..
والمريب أن وزير التدابير الاستثنائية للداخلية كان غائبا أثناء تنقل رئيس الجمهورية لثكنة الحرس الوطني بالعوينة يوم 31 جانفي الماضي، أين سجل رئيس الدولة في ديكور الثامنة وبحضور أبرز القادة الأمنيين فيديو دردشته الحربية ضد معارضيه والتي اصطلح الإعلام على تسميتها"خطاب ثكنة العوينة"، قبل المرور إلى الشق السري غير المسجل وغير المعد للاستهلاك العمومي من "الزيارة الفجائية" المبرمجة والمتلفزة والمفسبكة..
وتكرر الغياب المريب لوزير التدابير الاستثنائية الداخلية أثناء تنقل رئيس الجمهورية عن عجل لوزارته في البناية الرمادية وسط شارع الحبيب بورقيبة، في منتصف الليلة الفاصلة بين يومي 14 و15 فيفري الجاري والشوارع قفار والناس نيام..
وجاء التنقل الليلي الرئاسي للبناية الرمادية في غياب وزيرها وزير التدابير، سويعات قليلة بعيد صدور بلاغ الأمم المتحدة حول تنامي قلقها من اتساع وتيرة القمع الذي يتعرض له من تعتبرهم السلطات معارضين من نشطاء سياسيين ومسؤولين سابقن ومجتمع مدني، ودعوة المفوض الأممي السامي الجديد لحقوق الإنسان للسلطات التونسية لاحترام الفصل بين السلطات واحترام استقلال القضاء والامتناع عن محاكمة العسكريين أمام المحاكم العسكرية واحترام ضمانات المحاكمة العادلة والمعايير الدولية لإقامة العدل ودولة القانون..
فهل يكون وزير التدابير الاستثنائية في "صحفة الغضب" الرئاسي "بقشوره"، بعد أن كان في "صحفة العسل" الرئاسي "المصفى" و"المصطفى" على مائدة الحكم في قصر قرطاج؟؟؟
أم هل أن وزير التدابير الاستثنائية للداخلية، وصاحب معركة الخلافة الطاحنة سويا مع "زميله اللدود" للتدابير الاستثنائية للشؤون الاجتماعية، غير موافق أو غير مشارك أو مقصى من التدابير الأخيرة التي تلت "خطاب ثكنة العوينة" وما رافقها من مشاهد اعتقالات هوليودية لأجهزة أمنية منفلتة من ضوابط القانون؟؟؟
أم أنه كبش الفداء القادم، لإرضاء بعض شقوق الداخل وبعض شقوق الخارج، في إطار سياسة "التحوير قطرة قطرة" لامتصاص الغضب ولتجاوز التشريعيات الهزيلة لانتخاب برلمان الرئيس وتفعيل دستور الرئيس وتنفيذ ما تبقى من خارطة طريق الرئيس ومسار الرئيس الذي لا يعلمه أحد إلا الله، وحتى الراسخون في علوم "التنسيقيات" وكهنة "الهياكل التفسيرية المؤقتة" حول "الثلاثي المنظر" المكنيين أنفسهم خيلاء وغرورا وجهلا "ستالين، لينين، ماركس" لم يفلحوا في شرح ما لا يعلمه حتى رئيس الدولة نفسه عن "المسار" الفرداني الذي يسوق إليه البلاد ويفرضه على العباد؟؟؟
أم هل يتعرض وزير التدابير الاستثنائية لنفس الدسائس التي طالما تفنن في صنعها لخصومه داخل أجهزة الدولة وخارجها، وورط فيها رئيس الدولة في روايات خيال الرعب البوليسي من صنف "أبو دورو" للتفاهة، وهدد فيها الدولة التونسية في مصداقيتها وفي كينونتها؟؟؟
إن شاء الله المانع مانع الغياب خير.. وحفظ الله تونس من وزراء الدسائس للتدابير الاستثنائية ومن الغرف الخفية الخلفية المظلمة التي يحركونها وتحركهم والتي أشار لوجودها شبه الخفي وأسماها " حكومة أخرى تحت الأرض" رئيس الجمهورية نفسه.. وحفظ الله تونس من الغياب ومن الغيبة ومن الغيبوبة..