هل كان يلزمنا تنظيم استقبال رئاسي للاحتفاء برئيس الوزراء وزير الدَّاخليَّة القَطَري وهو في زيارة لبلادنا لترأُّس وفد بلاده لمجلس وزراء الدَّاخليَّة العَرب، وسبق واستقبلته نظيرته رئيس حكومة الرَّئيس للتَّدابير الاستثنائيَّة في المطار مرفوقة بنظيره وزير التَّدابير الاستثنائيَّة للدَّاخليَّة؟
هل كان يلزمنا "التَّزيُّد" في البروتوكول واستجلاب علم دولة قَطَر الشَّقيقة لقاعة الاستقبال الرِّئاسيَّة على غير العادة الَّتي لم تُخصَّص فيها هاته الحُظوة إلَّا لنُظراء رئيس الجمهوريَّة؟
هل كان يلزمنا تحميل الزِّيارة ما لم تحتمل وإثقالها بما تيسَّر من شتم الطَّرف التُّونسي من طرف رئيس الدَّولة التُّونسيَّة شخصيًّا ونشر غسيل تعثُّر المشاريع الدَّاخلي أمام الضَّيف القَطَري، و"تفويحها" بما طاب من عبارات التَّسوُّل؟
هل كان يلزمنا توريط رئيس الجمهوريَّة في إهانة الدَّولة التُّونسيَّة بالتَّباحث في نقل أحد ملاعب كرة القَدَم المستعملة في كأس العالم بدوحة العَرَب إلى تونس، وهو موضوع أدنى من مشمولات وزير الرِّياضة فما بالك برئيس الجمهوريَّة؟
هل كان يلزمنا وفد تونسي وجوههم عبوسا قمطريرا لا يُحسن حتَّى الجلوس البروتوكولي، "تترنَّح" فيه يدا وزير التَّدابير الاستثنائيَّة للدَّاخليَّة فيمسك بيمينه لتتَّكأ على شماله في هيئة غير مستقيمة ولا ثابتة وهو مسؤول الدَّاخليَّة الَّتي ترمز للنِّظام وتعني الثَّبات والاستقامة والهيبة المَهَابَة، و"يتطاوس" فيه وزير التَّدابير الاستثنائيَّة للشُّؤون الاجتماعيَّة في جلسة غير لائقة في حضرة رئيس الجمهوريَّة وضيوف تونس المبجَّلين، و"يتسُومَمُ" فيه الملحق بالخارجيَّة في الرِّئاسة الوليد الحجَّام لكل المهام "حوكي وحرايري" القصر بنظرة عدوانيَّة تجاه رئيس الجمهوريَّة ولا يُدوِّن حتَّى مُداولات الاجتماع، ولا يجلس شبه مستقيم غير كاتب الدَّولة للتَّدابير الاستثنائيَّة للشُّؤون الخارجيَّة في غياب وزيره الَّذي طار إلى جينيف لتمثيل تونس في آخر لحظة في أشغال القسم رفيع المستوى لمجلس الأمم المُتَّحدة لحقوق الإنسان في دورته الثَّانية والخمسين وقد كان أحرى أن يتقدَّم باقي أعضاء الوفد التُّونسي لتمثيله وزارة السِّيادة للعلاقات والشُّؤون الخارجيَّة؟
وهل كان يلزم استجلاب طاولة لتفريق أعضاء الوفد التُّونسي والفصل بين "الإخوة الأعداء" وزيريْ التَّدابير الاستثنائيَّة للدَّاخليَّة وللشُّؤون الاجتماعيَّة وصراعاتها المفتوحة في معكرة الخلافة للظَّفر بالقَصَبَة؟
هل كان يلزمنا كلُّ هذا التَّراجع الدِّيبلوماسي والبروتوكولي الرَّهيب والمُريع أمام أشقَّائنا؟
وفي كل الأحوال، مرحبا برئيس وزراء دولة قَطَر الشَّقيقة في بلادنا للمشاركة في أشغال الدَّورة العاديَّة الأربعين لمجلس وزراء الدَّاخليَّة العَرَب..
وهو المجلس الَّذي أصرَّ وزير التَّدابير الاستثنائيَّة للدَّاخليَّة على أن ينشر أمامه الغسيل الدَّاخلي التُّونسي بتدنيس عرض أحد المستشارين التُّونسيِّين للأمين العام للمجلس وتوجيه طلب رسمي فجّ بتعويضه بتونسيّ آخر من "شلَّة" الوزير، في حركة غير نبيلة تتقاطر منها الرَّغبة في الانتقام دون انتظار انتهاء نهاية مُدَّة التَعيين ل"تمتيع" الأحباب بالمناصب، دون عابئئ صاحبها بتشويه سُمعة البلاد..