في إهانة للدَّولة التُّونسيَّة وتشليك لديبلوماسيَّتها العريقة وتهديد مُريب لحرِّيَّة التَّعبير وتأكيد للمخاوف الدَّاخليَّة والخارجيَّة من ضيق صدر حكومة الرَّئيس للتَّدابير الاستثنائيَّة من النَّقد، وزير التَّدابير الاستثنائيَّة للشُّؤون الخارجيَّة ينزل بالوزارة وبوَّابتها على مواقع التَّواصل الاجتماعي لحظيظ سفاسف الأمور ويلتحق بديبلوماسيَّة "قميص عُثمان" لسلفه غير المأسوف عن رحيله وببلاغ العدوان الثُّلاثي على حُرِّيَّة التَّعبير لوزارء "تَرْوِيكَة مجلس تشخيص مصلحة النِّظام"..
فليعلم الوزير عمَّار أنَّ سلفه وخصيمه الوزير عُثمان قد تهدَّد سابقا على حُرِّيَّة التعبير واستكتب نفس الأقلام المأجورة لتلميع الصُّورة، وحذف التَّعاليق على صفحة الوزارة وحظر بعض الأسماء وأرسى نظاما للرَّقابة الالكترونيَّة على نشاط منتسبي الوزارة على شبكات التَّواصل الاجتماعي وأخضع البعض منهم للمُسائلة لمجرَّد إبداء إعجابهم بمقال رأي أو بتدوينة أو بتقاسمها.. ولم يبق من إرث الوزير عُثمان غير "ديبلوماسيَّة قميص عُثمان" وتراجُع ديبلوماسي رهيب، وأُقيل شرَّ إقالة بجرَّة تصريح فايسبوكي، ومُنع حتَّى من حضور مكوب التَّسليم والتَّسلُّم.. وفي ذلك عبرة لأولي الألباب من الخَلَف..
وليعلَم الوزير عمَّار للتَّدابير الاستثنائيَّة للشُّؤون الخارجيَّة والهجرة والتُّونسيِّين بالخارج أنَّ صفحات وزارات الخارجيَّة في كل دول العالم تجد فيها النَّشاط الدِّيبلوماسي والمواقف الرَّسميَّة للدَّولة من كبريات القضايا الإقليميَّة والدُّوليَّة، مثل انقلاب النِّيجر وسُبل التَّعاطي معه بإدانة والتَّهديد بالتَّدخُّل العسكري أو بالوساطة السِّلميَّة مثلا أو غيرها من قضايا السَّاعة..
وليعلَم الوزير عمَّار أنَّ صفحات وزارت الخارجيَّة في العالم غير مجعولة للتَّهديد والوعيد ضدَّ من ينتقد أداء الدِّيبلوماسيَّة ومسؤوليها، من رئيس الدَّولة رئيس السِّياسة الخارجيَّة إلى الوزير رئيس الدِّيبلوماسيَّة إلى السُّفراء والقناصل ممثِّلي الدَّولة المتعمدين في الخارج وأعوان السِّلكيْن الدِّيبلوماسي والقُنصُلي في المركز وفي عواصم ومنظَّمات ومُدن الاعتماد..
هذا البلاغ الرَّديء يسيء للوزارة ولوزير التَّدابير شخصيًّا.. ولا يمكن تبريره حتَّى بالتَّنافس على حرب الخلافة وما تستدرجه سياقاتها من مُجاراة صنيع شقِّ وزير التَّدابير الاستثنائيَّة للدَّاخليَّة المُكنِّي نفسه "ستالين" وبلاغه الثُّلاثي المُشين ضمن "تَرْوِيكَة مجلس تشخيص مصلحة النِّظام" للتَّزلُّف لرئيس الجمهوريَّة والتَّظاهر بإرضاء هواجسه..
فوزارة الشُّؤون الخارجيَّة والهجرة والتُّونسيِّين وبالخارج هي وزارة كل التُّونسيِّين وليست وزارة أنصار الوزير أو الرَّئيس أو هذا المسؤول أو ذاك أو هذا النِّظام أو ذاك.. فالدِّيبلوماسيَّة أرقى و"أنبل" من هذا بكثير.. نبيلُ أعرض عن هذا، وأُوبي إلى رُشدِك أيُّتها الوزارة..