تونس آخر دولة في العالم تُواسي الشَّقيقتين تُركيَّة وسوريَّة، بتأخير ب 15 ساعة ونصف (الزِّلزال 04.17 فجرا بتوقيت تُركيَّة ـ 02:17 فجرا بتوقيت تونس، البيان الرِّئاسي 17:47 بتوقيت تونس)، وبيان "بوخلُّوط" بالجُملة "شيلة بيلة".. بعد مضي أكثر من 15 ساعة على الزِّلزال الَّذي ضرب الشَّقيقتين تركيَّة وسوريَّة والَّذي هزَّ العالم مواساة وإغاثة وتأهًّبا للارتدادات الزِّلزاليَّة والتُّسوناميَّة، وبعد سُبات عميق، تُصدر مصالح رئاسة الجمهوريَّة بيانا خشبيًّا مليئا بالأخطاء البروتوكوليَّة:
1ـ كان على رئيس الجمهوريَّة مخاطبة نظيريْه التُركي رجب طيِّب أردوغان والسُّوري بشَّار الأسد، فالمُصاب جلل، ثُّمَّ الإعلام بالمكالمة لتقديم واجبات العزاء والتَّضامن، وعدم الاكتفاء ببلاغ جاف؛
2ـ المواقف الرَّسميَّة باسم الدَّولة (تُعبِّر تونس) هي بلاغات وزارة الخارجيَّة في الأصل لتثبيت الموقف الرَّسمي للدَّولة من قضيَّة ما؛
3ـ الخلط في بيان واحد بين دولتين خطأ بروتوكولي؛ وكان من الأفضل إصدار بلاغين كما فعلت الرِّئاسة الجزائريَّة وباقي دول العالم شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، لتقوم وسائل الإعلام بعدها بالرَّبط في تغطياتها الخاصَّة؛
4ـ تسمية "سوريا" قبل "تركيا" و"الشَّعب السُّوري" قبل الشَّعب التُّركي" خطأ بروتوكولي، لأنَّ الزِّلزال انطلق من تُركيا أوَّلا، ولأنَّه لا مجال للحذلقة ولا للفهلوة القومجيَّة العربيَّة في هذا المقام؛
5ـ تسمية "تُركيا" بالرَّسم القديم قبل قرار السُّلطات التُّركيَّة بتعميم استعمال "تُركيَّة" بكل اللُّغات خطأ بروتوكولي ينمُّ عن جهل مدقع بالتَّطوُّرات الدِّيبلوماسيَّة العالميَّة وعن غياب الحسِّ الرَّفيع والذَّوق السَّليم؛
6ـ كان من الأسلم بروتوكوليًّا وإنسانيًّا تسمية المُدن المُتضرِّرة مدينة مدينة؛
7ـ التَّناقض بين "التَّعبير عن الاستعداد" ثُمَّ إردافه ب"الأمر بإرسال" تناقض غير محمود في بيان رسمي للدَّولة يدلُّ على الارتباك أمام الحدث؛
8ـ لُغة "أَمَرَ" مستخرجة من قاموس لُغوي عفى عليه الزَّمن، وكان من الأجدى استعمال "أسدى"/"أَذِنَ"؛
9ـ الغياب التَّام للوعي بالارتدادات المحتملة للزِّلزال وباحتمال تسبُّبه في تسونامي يصل إلى خمسة عشر دولة يقع أغلبها على السَّواحل المتوسِّطيَّة ومن بينها تونس؛
10ـ غياب مستشار إعلامي وغياب مُدير للدِّيوان الرِّئاسي وتكفُّل الملحق بالخارجيَّة بكل المهام الوليد الحجَّام "حوكي وحرايري" بدون تسمية ولا تكليف رسمي، وتعليق كل شؤون الوطن على رجل واحد إلى غاية استفاقتهم من مشاغله الخاصَّة ورفض التَفويض، كُلُّها علامات غياب "حسن التَّولِّي" و"الحكومة الرَّشيدة" وتُؤذِّي إلى مثل هاتها الكوارث الاتِّصاليَّة؛