لم أفهم سبب الإعتراض على التعرّض لسيرة الحبيب بورقيبة؟

Photo

من حقّ الأجيال "ما بعد بورقيبة" أن يتعرّفوا على هذه الشخصية المُثيرة للجدل...
ألم يحكم تونس من 1956 إلى 1987؟ ألم يكن له مشروع؟ ألم يكن الفاعل الرئيس في بناء "الشخصية التونسية" ما بعد دولة الإستعمار؟

تختلف التقييمات لفترة حكمه حسب السياقات والتموقعات... وتختلف قراءة "المشروع البورقيبي" حسب القرب أو البعد من المشروع... وتختلف زاوية النظر لتقييم دوره وفعله ومُخرجات مشروعه حسب الخلفيات والمرجعيات... لكن لا أحد يُنكر وجوده وأثره (السلبي أو الإيجابي)…

في ألمانيا تُدرّس شخصية هتلر باعتباره فاعلا في تاريخ ألمانيا ومؤثّرا في ما آلت إليه علاقات ألمانيا مع بقية بلدان العالم وفي موقعها السياسي والعسكري والاقتصادي... في إيطاليا يدرّسون شخصية موسوليني وفي فرنسا يدرسون شخصية نابليون وشارل ديغول... دون أن يتأثّر هذا بطبيعة السلطة السياسية ولا بالأغلبية البرلمانية ولا بحجم اليسار ولا اليمين…

متى يُصبح لنا عقل نقدي وتفاعل مُحايد وموضوعي مع التاريخ؟ متى نقطع مع عقلية "المُقدّس والمُدنّس"؟ متى نتجاوز عقلنا الوجداني الذي يدفع بالبلاد نحو الإنقسام والإحتراب حول قضايا واهمة…
بورقيبة وصالح بن يوسف وعبد العزيز الثعالبي وأحمد بن صالح والهادي نويرة ومحمد مزالي والباهي لدغم ومنصور معلّى وسعيدة ساسي ووسيلة بورقيبة وفتحية مزالي ومحمد الصياح ومحمد الشرفي ومن قبله المسعدي وغيرهم فاعلين سياسيين دون التعرّف عليهم وعلى أدوارهم وعلى الرهانات التي أحاطت بمشاريع بعضهم (بن صالح ونويرة - المسعدي والشرفي) لن نفهم تاريخ تونس المُعاصر ولن نستطيع البناء خارج فهم سياقات فعلهم (المنظومات وبرامج الإصلاح).

اكتبوا التاريخ دون تفتيته ولا تزويره ولا أدلجته وقدّموه للأجيال القادمة… وعلّموا الناشئة طرائق التفاعل مع الشخصيات التاريخية (لاتقديس ولاتدنيس)… نفي وجود بورقيبة والجدل حول منشور وزير التربية لن يزيد إلاّ من تأليهه وتحويله إلى أسطورة…

فقط قولوا للتلاميذ من هو بورقيبة… من هو ابن خلدون الذي يتصدّر تمثاله وسط العاصمة… من هي عزيزة عثمانة… من هو الطيب المهيري… من هو مصباح الجربوع… من هو عبد العزيز الثعالبي… من هو الدغباجي… لماذا يوم 9 أفريل عيد وطني…لماذا 15 أكتوبر jour ferié في بنزرت… ما الفرق بين حزب الدستور والتجمّع… لماذا يوجد حزب دستوري قديم وجديد…
أغلب التلاميذ لا يملكون أجوبة لهذه الأسئلة ودور المعلّم والأستاذ تقديم الحدّ الأدنى من المعلومة. وخاصة تبسيطها وربطها بتواريخ إحياءها.

Commentaires - تعليقات
الشرفي
04/05/2016 11:44
يبدو أن كاتبة المقال غير مطلعة على برامج التاريخ التي تدرس في تونس في المرحلة الإعدادية و الثانوية التي تتعرض بالدرس لأغلب الشخصيات التاريخية التي ذكرتها في مقالتها ومن بينهم الحبيب بورقيبة . وبالتالي نستطيع أن نفهم إعتراض النقابة عن تخصيص حصة للإحتفال بذكرى وفاة بورقيبة حتى لا تكون لنا رؤية تاريخية موجهة نحو تقديس بعض الشخصيات و تدنيس البعض الآخر . وإلا يجب أن نخصص حصصا لذكرى وفاة فرحات حشاد و الهادي شاكر و الأزهر الشرايطي و مصباح الجربوع ...والقائمة تطول