معركة البناء أكثر عُسرا من معركة التفكيك....

Photo

حكاية السترات الحمراء... مؤشّر على ارتهان العقل السياسي التونسي للآخر وتبعية الفعل وغياب الإبداع حتى في أشكال التعبير... انتشار فكرة السترات الحمراء تؤكّد مقولة "حين تُمطر في فرنسا تُفتح المطريات في تونس" حتى وإن كان الجو ربيعي ومُشمس…

سياسيون استبطنوا هيمنة "فرنسا" وما عادش يقدروا يتحرّكوا خارج النموذج الفرنسي... وما عادش يقدروا يفكّروا خارج الأطر النظرية التي كرّسها الإستعمار. هم وكلاء فرنسا وخَدمها... هم ذيولها التي تتحرّك لاإراديا.

نسوا أنّ "الشعب يُريد" ابداع تونسي وDEGAGE قالها تونسي... وموش فاهمين كيف انتشرت لتتحوّل إلى منوال في الفعل الإحتجاجي وخطاب يختصر الزمان والمكان في كلمة.

ما حبوش يفهموا أنّ الثورات لا تُستورد ولكنها تُصنّع محليا بموارد المُجتمع واستجابة لمطالبه وبماكينة "الشعب يُريد"... الثورة التونسية تُصدّر الأشكال الإحتجاجية وتنشر قيم المروءة والرجولية ومحبة الوطن…

السترات الحمراء منامة عتارس... واختيار اللون الأحمر دليل على أنّ العقل الذي يُخطّط يحلم بكيّاس غارق بدماء أولاد الحفيانة…

سوف ندافع على "الشاهد" وعلى "النهضة" وعلى "الإتحاد" وعلى "النقابة" وعلى "الأساتذة" وعلى "الجبهة الشعبية" وعلى جميع من يُراد استئصاله واقتلاعه بالمنجل والتراكس... ونسكن في الشارع ونحمي أولادنا من انفلوانزا السترات الحمراء... سوف نحمي الشباب من زهايمر الباجي والغنوشي والشابي وحمّه والمرزوقي ومن بهامة أولاد العائلة وغباء الأصهار وفساد المُتمترسين بالسفارات وبمكاتب الأحزاب والغارقين في فلوس "المجتمع المدني"…

معركة البناء أكثر عُسرا من معركة التفكيك.... هي معركة الشباب ودورنا نُتابع ونُنبه. كلّ واحد يحكي على السترات الحمراء... بالنسبة لي هو مُنخرط أو مُجنّد باش ما نقولش "قابض".

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات