صباح الوطن لجميع الأساتذة الذين قدّموا دروسا في الإحتجاج السلمي والإنضباط لقرارات المنظّمة ومُقاومة الإلتفاف والتصدّي للإختراقات... وخاصة الصبر على التشويه والتخوين.
صباح الخير للأولياء الذين لم يخضعوا لدمغجة الإعلام ووقفوا ضدّ تيّار خوصصة المدرسة العمومية وواجهوا بكلّ شجاعة تلاعب السياسيين وكذلك بعض النقابيين بمصير المؤسسة التربوية.... ولم يسقطوا في فخّ الوزارة التي أرادت أن تتمترس بهم لخوض معركة في ظاهرها مصلحة التلاميذ وفي باطنها تصفية حسابات شخصية....
صباح الخير للتلاميذ الذين كانت لهم فُرصة لمُراجعة علاقاتهم بالمدرسة ولعلّهم فهموا أنّ جميع الرهانات تتمحور حولهم... فهم يمثّلون المُستقبل بجميع رهاناته (المجتمعية والاقتصادية والمعرفية...). وهذه الرهانات جزء منها يُبنى داخل المدرسة ويشارك في عملية البناء كلّ من الأستاذ والمُعلّم والمدير... وكسر عظم الأستاذ هي إعاقة لصيرورة البناء.
في الأخير....
تونس هي الرابحة لأنّ حركة الأساتذة خلقت ديناميكيات جديدة للتغيير الاجتماعي ... الإتحاد استعاد دوره "النقابي" وعدّل بوصلته (ولو نسبيا لكن الحراك سيفرض التعديل)...
والشعب عرف انّ هناك آلية اسمها التفاوض وانّ الاحتجاج ليس بالضرورة حرقان وتكسير وأكريموجان وبوليسية تجري بالماتراك... الدولة بدورها ستضطرّ لتغيير مُقاربة التعامل مع الإحتجاج والمطالبة (التفاوض عوض التعامل الأمني واستعمال اللغة الخشبية)....
المجتمع بصدد إنتاج أشكال جديدة للمطالبة والإحتجاج: الرسم على الجدران، أغاني الراب، الوقفات الإحتجاجية، المسيرات السلمية، دخلة الباك، les ultras في ملاعب كرة القدم....
الأحزاب فقدت دورها في قيادة الإحتجاجات ولم تعد تتحكّم في الشارع وهذا أثبتته حركة الأساتذة (المضربون ينتمون لأحزاب الموالاة والمُعارضة على حدّ السواء) وحركة مانيش مسامح وحركة الكامور وغيرها....
سردية ثورة علي بن غداهم التي كتبها ابن أبي الضياف اكتشف المؤرّخون أنّها سردية البايات ومشايخ البلدية فيها الكثير من "التقزيم" و"الحُقرة" و"الإدّعاء" وهناك من عاد للتحقيق في الوسط الاجتماعي الذي عاش فيه ابن أبي الضياف ليفهم الخلفية التي حكمته في كتابة سردية الثورة (طمع وانتهازية ووصولية)... نفس الشيء حركة الأساتذة يبني سرديتها "بن غربية" و"الدهماني" والجيش الإنكشاري (إعلاميين في بلاتوهات الفاسدين ومدوّنين ينتمون إلى أحزاب تصفّي في حساباتها) بنفس المحرّكات...
عاش الإتحاد العام التونسي للشغل حتى وإن انحرفت القيادات عن طريق حشّاد…
وبالتوفيق للفلذوذات ... نعرف انهم يحبوا يزيدوا يرقدوا وعجبتهم الركشة أما الطبوبي قال لا…