التلميذة بنت حي البحري ... قتلوا فيها الطفولة وعيّشوها وجع أكبر منها …

Photo

هذه البنوتة التي لم تتجاز الثامنة والتي يُفترض أن تكون في القسم مع اترابها تكتسب المعرفة وتتعلّم الخطوات الأولى في طريق الحياد والموضوعية والمنطق والحدّ الأدنى من le savoir-vivre ... من يتحمّل مسئولية العُنف الرمزي الذي تعرّضت إليه داخل حرم المدرسة؟

هذه الوردة الذبلانة من يعالج كبريائها من جراح النظرة الدونية التي مارستها ضدّها فائزة السويسي بسبب زيّها الذي لا يتساوق مع تصوّرات المعلّمة وقناعاتها ...

من يمنع عن عقلها الصغير التشاؤم المبكّر الذي زرعته منظومة بائسة ومن يحمي قلبها البكر من الإغتصاب المُشَرْعن بترسانة القوانين "الوضعية"؟ من يضع حدّا لبؤس السياسة وإرهاب مؤسّسات المجتمع وغباء الفاعلين الإجتماعيين وانتهازية النخب المثقّفة... ما العمل حتى لا يكبر الهمّ ويعشّش الشعور بالاّشيء....هذا اللاّشيء الذي قد يعني لأطفال حي البحري اللاّ-إنتماء وقد يقودهم إلى اللاّ-حياة…

من يمسح دموع بنية تونسية عنّفتها مُعلّمة ولم يُنصفها الوزير وداس على طرفها "مجتمع مدني" وضيّع حقّها والدها المُغفّل بسبب عدم معرفته بقواعد الإحتجاج "المدني" وخروجه عن السبل السليمة والسلمية في مُواجهة العقل الإقصائي لمربّية غاضبة وناقصة تكوين بيداغوجي ومنظومة مُتعفّنة لا تعترف باختلاف أنماط العيش ولا تحترم الآخر إلّي ما يشبهاش.

من يفسّر لها أنّ والدها لم يُسجن بسببها ... ولكن نعيش في بلاد "حوت ياكل حوت وقليل الجهد يموت". والمبدأ "القانون لا يحمي المُغفّلين".

من يقول لأميمة... تونس لك والمدرسة ملكك وحقّك في اكتساب المعرفة يضمنه الدستور ودفع ثمنه محمد البوعزيزي.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات