من يُروّج إلى أنّ حركة الأساتذة "فوضى" وأنّ ما آل إليه التفاوض "هزيمة" وأنّ الخلفية "سياسية" وليست نقابية وأنّ اليعقوبي قائد "فاشل"... هو بالضرورة لا يُحسن الحساب أو لديه خلفية "تجمّعية" لأنّ:
1- حركة الأساتذة هي رافد من روافد النضال الإجتماعي والإحتجاج الذي أطاح ببن علي…. وهي تحمل مضامين رمزية تؤكّد أنّ هذا الشعب أنجز ثورة حرّرت "الفعل" وأعطته مضامين جديدة….
هي أخضعت الحكومة للقبول بآلية الجلوس حول الطاولة وأجبرت رئيس الدولة على التفاوض مع الطبوبي (بخصوص مطالب الأساتذة) وأخرجت المسائل الخلافية من كواليس المكاتب إلى الرأي العام… وجميع هذا يصبّ لصالح خلق ديناميات "الحراك الاجتماعي"…
2- منذ 14 جانفي جميع القضايا أخضعوها للتفاوض حتى تلك التي تتعلّق باستحقاقات أصحاب الثورة (المصالحة) وبالقضايا المبدئية (التطبيع) وإن كان ما آلت إليه حركة الأساتذة هزيمة فبنفس المقياس كلّ ما آلت إليه "التوافقات" هزائم نكراء لأنّ جلّها حتى لا نقول كلّها كان فيها طرف "يتكتك" ويعمل خطوة إلى الوراء وآخر يُسجّل الأهداف ويكتسح المساحات الفارغة…
3- خطاب "المنظار" ومُنصف الشلّي ثقافة تجمّعية … وممارسة ورثها النظام الجديد بمن فيهم من مورست ضدّه… لكن التاريخ لا يُعيد نفسه لأننا نعيش دورة جديدة من الحراك الاجتماعي وما يفلّش فيها خطاب التخوين والتشكيك….
السياقات تغيّرت وآليات الفعل تنوّعت والثورة مُستمرّة ولا عزاء للمحافظين الجدد… عاش الإتحاد التونسي للشغل وعاشت حركة الأساتذة "دينامو" يُشغّل المشهد السياسي ويصوّب مساره…