الحادث بين الشامتين والمُنافقين…

Photo

بين الفترة والأخرى تأتي "واقعة" تصفعنا على وجوهنا وتفرض علينا إعادة قراءة الواقع من خلال مُختلف التفاعلات...

الأزمة الحقيقية التي يعيشها المُجتمع التونسي هي أزمة قيم ومبادئ... اليسار الماركسي واليسار الكافياري والإسلام السياسي الوسطي والإسلام السياسي الراديكالي جميعهم شركاء في اهتراء منظومة القيم وانحدار منسوب التعقّل في مواقفنا وممارساتنا اليومية.

الجميع يسير دون مرجعية ولا رؤية... وخاصة دون آليات للتحليل والإستنباط ولا أدوات للقراءة والتدبّر فقط "دز تخطف".

ليس المطلوب تقنين تحفيظ القرآن في المدارس ولا التلويح بالمصاحف في الفضاءات الإفتراضية ولا "السلفي والقرآن خلفي"... ولكن المطلوب إعادة قراءة القرآن وتجديد منهجية التدبّر والتأويل من طرف "مُنظّري" الأحزاب ذات المرجعيات الإسلامية التي جرفها تيّار البراغماتية والإنتهازية وانخرطت في لعبة ليبيرالية "سوق السياسة".

وكذلك المطلوب إعادة تدريس مبادئ الماركسية بقراءات جديدة ومُراجعات منهجية ونظرية يقدّمها زعماء اليسار الماركسي المنخرط في معركة "قطع الطريق". ولما لا إعادة تدريس فلسفة الحداثة ومبادئ العلمانية في الجامعات والكلّيات من منظور نقدي حتى تُصحّح أو تُراجع نخبتنا الحداثية إيمانها واعتقادها في هذه القيم.

دون مُراجعات جادة للتراث وفتح حوارات فكرية حول تطوّر الفكر الإنساني والإطلاع على تجارب الشعوب الأخرى. ودون البحث عن حلول وأجوبة مؤسّسة وبرؤية واضحة للأسئلة الجديدة والقضايا التي يعيشها المُجتمع… سنبقى ندور في حلقة مُفرغة ونُعيد بناء الفقر في الممارسة السياسية والتخلّف في السياسات التنموية والإنحدار المُتواصل في منسوب الوعي المواطني.

فصل الأيديولوجيا بجميع عناوينها ومُسمّياتها عن الممارسة السياسية أمر محمود لكن بشرط ألاّ تتحوّل البراغماتية والإنتهازية والإستحمار أيديولوجيا جديدة.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات