جميع السياسيين "الكبار" مهما عُرفوا بالذكاء والدهاء ومهما كان منسوب الخبرة والحنكة واليقضة في تعاطيهم مع الشأن العام لمّا يدخّلوا العائلي بـ"السياسي" يصغاروا... وخاصة لمّا تكون الحكاية فيها أولاد وكناين وأنساب …
النداء حبينا وإلاّ كرهنا حزب بدأ كبيرا ورئيسه "كبير" و"خبير" و"محنّك" و"داهية" ... ولعلّه السياسي الوحيد بعد بورقيبة الذي يمتلك آليات ترويض أغلبية الشعب التونسي... لكن منذ اللحظة التي دخل فيها ابنه المدلّل إلى المشهد بضغط من العايلة (الكنة والحما) وهو من هزيمة إلى هزيمة…
• أول هزيمة كانت في الإنتخابات التشريعية لمّا لم يقع قبول حافظ على رأس إحدى القائمات بالعاصمة…
• الهزيمة الثانية في ألمانيا أمام ولد العياري…
• الهزيمة الثالثة في البرلمان أمام ولد الشاهد…
• انتهى الباجي سياسيا.... بسبب ولده …
موش قلنا لك ولدك في دارك....
إن شاء الله بقية السياسيين "الكبار" ما يصغروش رواحهم في جرة ضغط "الكناين والأنساب"....
تفرّجت على أغلب مداخلات الجلسة البرلمانية...
رأيت نوّابا "داخلين خارجين" للقاعة ورأيت نوّابا "يتكلّموا في الهاتف الجوّال" أثناء الجلسة ورأيت نوّابا "يدردشوا مع زملائهم" ورأيت الكثير من "الأحاديث الجانبية"... ورأيت نوّبا "يتجوّلون" داخل القاعة ويتنقلون من مقعد إلى آخر... رأيت نوّابا بملابس الخلاعة....
ورأيت نوّابا لا يُنصتون لكلام بعضهم البعض ورأيت نوّبا يدخلون إلى القاعة فقط لـ"يتكلّمون" أو لـ"يُصوّتون".... رأيت نوّابا يبحثون على اتجاه الكاميرا لـ"يجلسون" مقابلينها…
سمعت نوّابا "يهزّوا من الجابية يحطّوا في الخابية" ويحكوا على امور ثانوية وخارج الموضوع... سمعت نوّابا "يُنافقون" و"يترهدنون" و"يكذبون"... سمعت نوّبا "يعيدون" نفس ما قاله زملاء سابقون لكن بما أنهم لم يكونوا موجودين في القاعة يحسابوا أنفسهم جابوا "الشاهد من وذنيه"... سمعت نوّاب "يشتمون" الدولة ونوّاب "يتوعّدون" الحكومة…
أكثر من 50 مداخلة:
- مداخلة طوبال الذي ألقاها فاضل بن عمران مليانة رسائل وتعطي مفاتيح لقراءة ما يدور في الكواليس.
- مداخلة محسن السوداني فيها شيئا من العقل وكثيرا من التفلسف…
- مداخلة سالم لبيض متميزة منهجيا ونظريا وفارغة سياسيا…
- مداخلة يمينة الزغلامي PROTOTYPE لأغلب المداخلات لنواب النهضة والوطني الحر....
- مداخلة عماد الدايمي فيها برشة كلام مكرور…
- مداخلة زياد لخضر نفس الكلام القديم فقط سقط شعار "شكون قتل شكري " ليحلّ محله "شكون قتل البراهمي"... زعمة عرفوا شكون قتل شكري؟
- مداخلة نور الدين البحيري مسحت ولخّصت وكتبت الخاتمة.... التالي يهزّ الكلّ.
وزير الداخلية قسمات وجهه باردة لم تبدو عليه علامات التوتر ولا يبدو أنه ينتظر شيئا ما وتفاعلاته غير مرئية (لكن تحسوا من داخل ياكل في بعضه(... أظن أن الأمور محسومة بالنسبة إليه وعارف الثنية مليييح... وساعة ساعة يكتب ملاحظات ليبين أنه يتابع باهتمام.
الشاهد أتقن الدور وأحسن اختيار "الحصان" وربح الرهان... بدا عليه بعض التوتر خاصة عند مداخلة الفاضل بن عمران ... عينيه ترعش برشة وهازز رأسه أكثر من اللازم ونافش ريشه.
الشعب يتفرّج على مسلسل مجلس المفروض انّ نوابه يُدافعون على خيارات الناخبين ويعبّرون عن مشاغلهم ويُترجمون توجهاتهم... لكنهم يُدافعون على "المصلحة الوطنية" وفي المجلس تعدّدت الأوطان فتعدّدت المصالح. وفي الأخير الناس الكلّ صوّتت لما فيه خير الوطن الكبير.
وكيف ما تكونوا يُولّى عليكم…