الحقد الأيديولوجي والكراهية بين التونسيين بلغتا الحدّ الأقصى

Photo

لا أظنّ أنّ التوافق ولا قانون المُصالحة ولا الحوار الوطني ولا جائزة نوبل يمكن أن ترتق الفتق…
لعلّ الله يُرسل نبيّا أو يبعث من يُجدّد لنا فكرنا ومُعتقداتنا...

كلّ يوم نكتشف هول الجريمة التي ارتكبتها "النخب السياسية والفكرية" في حقّ المُجتمع وفي حقّ الوطن، وظّفوا التعليم واستعملوا الدين ورهنوا الثقافة وباعوا القيم، لم يتركوا "شيئا" لم يُتاجروا فيه وهم يواصلون ممارسة ما جُبلوا عليه: الإستثمار في آلام الناس وابتزاز المُستضعفين من خلال الإتجار في قضاياهم …

مُخرجات ستّين سنة من مشروع عصرنة المُجتمع: "شعبا" يسير دون بوصلة. وشباب يعاني الإنفصام في كلّ شيء ونخبة "إنتهازية" وبُنية تحتية مهترئة ودولة لامؤسّسات ولاقانون …

حتى جماعة "الإسلام هو الحلّ" ظهروا "حداثيين" أكثر من اللاّزم… وجماعة "الشيوعية هي الحلّ" ظهروا سلفيين أكثر من اللاّزم…

كلّما أعاين هذا "الواقع" الذي بنيناه ببؤس عقلنا ورداءة فعلنا وضعف نفوسنا ا أزداد يقينا بأنّه "كما نكون يُولّى علينا" و"لايُغيّر الله ما بقوم حتى يُغيّروا ما بأنفسهم"…

كما أتأكّد أنّ "Votez Utile " كانت إحدى مظاهر زيف وعينا ونحن اليوم ندفع ثمن إستحمار السياسيين لقواعدهم… وأنّ "جيناك بلاش فلوس" كانت إحدى الفرص الضائعة التي حرمتنا منها إنتهازية "نخبنا" الجديدة - القديمة. ونحن اليوم ندفع ثمن جشع الزعماء وادعاء "الحراكيين" وطمع "جماعة جيناك بلاش فلوس".

قناعتي أنّ هذا الشعب الذي تفاءل و "أراد" حرمته نُخبته من فرصتين للتحرّر والإنعتاق: الأولى ثورة سبعطاش - أربعطاش والثانية هبّة "جيناك بلاش فلوس" …

لا أومن بثورة ثانية ولا بهبّة أخرى ولا ثقة لي في الفاعلين الحاليين بجميع أصنافهم ولكن واثقة من أنّ "الواقع" يُبنى والتحوّلات تُرسم والمُستقبل يستشرفه أصحاب العقول الباردة والأيادي غير المُرتعشة والنفوس المُطمئنّة… وأنّ شرط شروط "القيادة" الزُهد، والزهد معياره التجلّي، والتجلّي يسبقه التخلّي…

بالنسبة لي التصوّف عقلية يُمكن أن تَبْني واقعا بأبعاد أخرى وليست فقط شطحات دراويش وخرقة.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات