ومن يريد بناء واقع جديد ... يشمّر ويحلّ شانطي.

Photo

نتائج انتخابات ألمانيا بيّنت عُمق الأزمة التي تتخبّط فيها النخب القديمة والجديدة على حدّ السواء... وتؤكّد مرّة أخرى عُقم العقل السياسي التونسي- ليس لأنّ الكرسي ربحه ياسين العيّاري- رغم حجم الماكينات الحزبية الواقفة ضدّه/معه -... ولكن لأنّ القراءات للنتائج جاءت غير عقلانية والتفاعلات أكبر/أصغر بكثير من حجم المقعد....

نُخب لا تُحسن قراءة الوقائع (بعضهم يستعمل مصطلح "حادثة" للتعبير على نتائج انتخابات ألمانيا)… وبعضهم يُحمّل النهضة مسئولية هزيمة النداء(الحزب الحاكم) والنهضة تُبرّر بما أوتيت من حكمة (التنفيذي والسياسي) عدم اشتغال ماكينتها… وبوبكر بن عكاشة يتهمها بعدم قدرة القيادة السيطرة على القواعد… ممّا يجعله وكثير من الإعلاميين والخبراء امام مفارقة "الوعي القطيعي للنهضاويين"… وكل طرف يُترجم النتائج حسب رغباته ويعمل على استثمارها لتحقيق مصلحة ما.

سبع سنوات مرّت على 17 ديسمبر 2010 وعلى "الشعب يريد" وعلى "بن علي هرب"… ومع ذلك النخب السياسية والفكرية والثقافية عاجزة على فهم ميكانيزمات الحراك ولا تزال تُفكّر بباريدغمات السبعينيات (الشُعب الدستورية ولجان اليقظة ويحيا بورقيبة…)

الواقع المحلّي والإقليمي والعالمي مُتحرّك ومتشابك ومُشتبك والفاعلون تغيّرت هوياتهم والرهانات لم تعد نفسها (التنمية البشرية والديمقراطية التمثيلية وشوية حقوق الإنسان وتمكين النساء)… وظهرت في المشهد الجديد قوى إقليمة ودُولية(جديدة) تجلس على عُلب سوداء (معبّية بالفلوس والمعلومات) ومهمّتها قنص الفرص وتوزيع الأدوار ولن تترك أي عُنصر يتحرّك من موقع إلى آخر دون علمها وبدون رضاها….

وانتصار العياري لم يكن صدفة ولا طفرة ولا غلطة… بل هو واقع قام ببناءه ياسين مُستثمرا رأسماله الرمزي (ولد الشهيد) ورأسماله المادي (وجوده بباريس وعمله في مجال التقنيات الحديثة…) التي أكسبته قدرة على التشبيك ومهارة في الربط والتواصل.

الصورة (STATUT) التي بناها ياسين لنفسه طوال السنوات الفارطة… جعلته يربح كرسي ألمانيا….. الأحزاب والتنظيمات الستالينية ماتت والماكينات التي تشتغل بالمازوط أصبحت ثقيلة والشعوب لم تعد تتحرّك بإررر.

ومن يريد بناء واقع جديد … يشمّر ويحلّ شانطي.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات