المفروض فلسطين هي "المُشترك" الذي يجمعنا…

Photo

ما حدث في البحيرة أثناء الوقفة الإحتجاجية لا يليق بناس تزعم أنها واقفة مع فلسطين... الشعارات الكارهة والإقصائية التي رُفعت في وجه مواطن تونسي قيادي في أحد أكبر الأحزاب التونسية - التي تتمتع بقاعدة شعبية عريضة من شمال تونس إلى جنوبها بعاصمتها وبُحيرتها وحتى بسيدي بو سعيدها ومرساها حزب قاب قوسين أو أدنى من "مشيخة" تونس وربما من قصر قرطاج-...

هذا الفعل لا يعكس سوى عُمق الأزمة داخل جزء من المجتمع السياسي التونسي الذي لا زال لم يستوعب درس "ثورة" الكرامة التي انطلقت من الآفاق ودفع ثمنها أولاد الحفيانة (دما ولحما وشحما) ليهنأ سكّان الأحياء "الراقية" وتتحوّل فضاءتهم التي كان الفعل بداخلها لا يتجاوز التصفيق والمناشدة وكتابة التقارير إلى فضاءات للإحتجاج والتعبير الحرّ ومساندة القضايا العادلة…

هم لم يحترموا الحدث الجلل الذي اجتمعوا من أجله... ولم يراعوا حرمة "الدم" الذي وحّد الفصائل الفلسطينية بأقصى يسارها وأقصى يمينها... في لحظة سقطت الأقنعة وتحرّك عقلهم الباطن ونسوا أنّهم جاؤوا لمناصرة الشعب الفلسطيني بحماسييه وفتحوييه وجهادييه...

الجبهة الشعبية وفتح وحماس والجهاد الإسلامي جميعهم يد واحدة على خطّ النار والمواجهة.... واستحضروا فقط غول "النهضة" الذي فرض عليهم القبول بقواعد اللعبة الديمقراطية التي أحدثت الحراك: نزلوا وصعدت وتراجعوا وتقدّمت ولم يعد مصير النهضة "الذبح" بل مُستقبلها "السلطة"…

هؤلاء "الإقصائيون" لم يتخلّصوا من رواسب معارك السبعينيات والثمانينيات ولا زال "فعلهم" موبوء بالأيديولوجي والإسلام السياسي يمثل عدوّهم التاريخي وأمّ معاركهم هزمه (ذبحا أو سجنا)... لم يبرحوا مكانهم ولم يبذلوا جهدا ليتزحزحوا عن مواقفهم القديمة بل أورثوها للأجيال الجديدة…

نختلف مع حركة النهضة ولا نتفق مع خطاب قياداتها ولا مع "فعلهم" وننقدها ونفكّك عقلها السياسي… ولكن ليس من حقّ أي فريق أن يُقصي فريق آخر إلاّ بالصندوق…. وليس من حقّ أي طرف أن يحتكر الفضاء ولا أن يستأثر بالقضايا المُشتركة…

المفروض فلسطين هي "المُشترك" الذي يجمعنا… لكن بسبب العقول الموبوءة حتى دم الفلسطينيين لم تكن له "حرمة".

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات