ما هو الذنب الذي اقترفته "زهرتان" لم تبلغا سنّ الربيع حتى تدوسهما ماكينة الإهمال واللامبالاة واللاّدولة؟
من يتحمّل المسئولية؟
- "الدولة الوطنية الحديثة" التي بترت النصف وأبقت على النصف ... أهملت الدواخل والأطراف والهوامش لتُكافئ في المقابل الساحل والمركز؟ الدولة التي عاقبت كلّ من يحمل رائحة بن يوسف والشرايطي وحشّاد وعاشور... ورمت بهم خارج مُخطّطاتها التنموية وتركتهم يُواجهون "القمل" بدون فلاّية "الحداثة"؟
-"الدولة المافيوزية" التي نهبت خيرات البلاد واستحوذت على زيتها وزيتونها وقمحها وشعيرها وملحها وبترولها لتعيش "كمشة" من الطرابلسية على حساب شعب عميق مصّت دمه خفافيش قصر قرطاج وأحواز حمّام سوسة؟
- "دولة الهواة" التي انحرفت بمسار الإنتقال الديمقراطي وضيّعت الثورة واستحقاقات أولا د الحفيانة ليعيش كمشة من الطرابلسية الجدد ويُعيدوا إنتاج دورة من الإستبداد والفساد؟
- "دولة الكفاءات" التي أعادت المافيوزيين والتجمّعيين ورسكلت دساترة "الدولة الحديثة" وسلّمتهم مرة أخرى رقاب أبناء الشعب العميق ليتعلّموا الحجامة في رؤوس اليتامة؟
لا.... من يتحمّل مسئولية تفحّم "الورد" هم أصحاب الثورة الحقيقيين، الذين فرّطوا في اعتصام القصبة 2 وخضعوا للابتزاز وقبلوا بالمقايضة، هم شباب الثورة الذين سقطوا في فخّ "المُجتمع المدني" وإغراءات "الأحزاب السياسية" وأوهام "الإنتقال الديمقراطي"... هم شباب اكبس وسواعد ومانيش مسامح ووينو البترول وغيرها من الحركات التي ماتت قبل أن ترى النور بسبب قلّة "المروءة" وانعدام "الرجولية"....
من دهس "الورد" هي "الجديدة" التي نقضت غزلها من بعد قوّة انكاثا…