هل لدينا سفير في دمشق أم بوَّاب لغلق وفتح الباب؟؟؟ بعد غياب طوال الأيَّام الأولى لانتصار الثَّورة السُّوريَّة، سفارة تونس في دمشق تعاود النَّشاط الافتراضي على صفحتها على فايسبوك، وتعلم الجالية أنَّها فتحت أبوابها من جديد، دون تقديم أيِّ موقف أو نشاك أو بداية معلومة أو أيِّ خبر عن نشاط السَّفير محمَّد المهذّبي الَّذي عُيِّن بكثير من "القاوق" الإعلامي و"الهيلمان" السِّياسي دون أيِّ أثر يُذكر لا قبل رحيل نظام "بباعش" ولا أثناء سقوطه ولا بعد سقوطه؟؟؟
فهل أعدنا فتح سفارتنا بدمشق وعيَّنَّا سفيرا مفوَّضا فوق العادة ليغلق السَّفارة ثمَّ يفتح أبوابها بعد "الطُّوفان السُّوري" لتقديم الخدمات القُنصليَّة فقط؟؟؟ في عمل يمكن أن يقوم به عون إداري أو إنسان آلي أو ذكاء اصطناعي أو إدارة مجرَّد إدارة عصريَّة مرقمنة؟؟؟ هل هذه هي وظيفة السَّفير والسَّفارة؟؟؟
عل أمل أن لا تكون برقيَّات السَّفير للإدارة المركزيَّة للوزارة وللوزير ولرئيس ورئاسة الجمهوريَّة بنفس تفاهة وتهافُت المنشور المصاحب..
في حين لم تتوقَّف سفارة فلسطين مثلا وغيرها من السَّفارات العربيَّة، وهي تسابق السَّاعة للعثور على مواطنيها المفقودين منذ عقود وسنين في محتشدات نظام "بَبَاعش" الوحشي، وتفتح الخطوط السَّاخنة مع أهاليهم، ويتنقَّل السُّفراء والدّبلوماسيُّون ويفتحون الأبواب والنَّوافذ مع الحُكَّام الجُدد وينيرون قرار عواصمهم..
وفي حين التقى عدد كبير من السُّفراء العرب المعتمدين بدمشق مع الحكومة الانتقاليَّة، وليس من بينهم للأسف لسَّفير المهذّبي..
وفي حين نشطت سفارة تُركيَّة (بدون سفير) وسفارة قَطر (بدون سفير) في تنظيم زيارة لدمشق لوفد مشترك رفيع المستوى يضمُّ وزير الخارجيَّة التُّركي هاكان فيدان ورئيس جهاز المخابرات إبراهيم قالن، ورئيس جهاز أمن الدولة القَطَري خلفان الكعبي برفقة فريق استشاري قَطَري موسّع، لملاقاة القائد العسكري للثَّورة أحمد الشَّرع أبو محمَّد الجولاني ورئيس الحكومة الانتقاليَّة محمَّد البشير وقادة المؤسَّسات السُّوريَّة الانتقاليَّة..
و في حِين، وفي حِين، وفي حِين..
ونحن "للحِين" منزِّلين بلاغ لفتح الباب وكأنَّه ليس لدينا سفير وسفارة بل بوَّاب لفتح وغلق الباب؟؟؟
هذا ما يحصل لتونس للأسف، عندما تكون الدَّولة والدّبلوماسيَّة مرتهنة لأشباه المستشارين والدِّبلوماسيِّين من بقايا تعيينات "قهرمانة قرطاج" مديرة الدِّيوان الرِّئاسي المستقالة عديمة الكفاءة والتَّجربة والخبرة والمروءة، وعندما تفوح رائحة العَفن من أقبية الغرف الخفيَّة الخلفيَّة المُظلمة للحُكم ومستكتبيها السِّرِّيِّين في "الجهاز السِّرِّي"، من "البَوَاعش" من أيتام استبداد نظام "بَبَاعش" (بعْث بَشَّار الأَسد للعَبَث بالشَّام) من كرانكة السَّفسطة والهذيان وتزييف الوعي وتسطيح الاهتمام وتتفيه الرَّأي واغتيال المعنى وتخدير الشَّعب، لإرضاء غرورهم النَّرجسي والتحريض على الكراهيَّة السَّاديَّة لكل من يخالف عقيدتهم الفاشيستيَّة الفاسدة وإشباع أنواتهم المتورِّمة، على حساب الدَّولة وعقيدتها وثوابتها ومصالحها العُليا..
ولكل دولة من سياستها الخارجيَّة ودبلوماسيَّتها ووزارتها ووزيرها للشُّؤون الخارجيَّة وسفارتها وسفيرها