اجتماع وزاري عربي تركي دولي في الرياض حول سوريا وتونس خارج التغطية!!! فإلى متى تبقى تونس منعزلة متقوقعة، تخاصم "طواحين الريح" وتجلس القرفصاء ملاعبة "ساعة الرمل" ومتابعة دقازة "خط الرمل" وطلاسم المشعوذين، في سباق دبلوماسية السراب والضياع والتيه والغياب؟؟؟
انطلق اليوم في العاصمة السعودية الرياض الاجتماع الوزاري العربي الدولي حول سوريا، بمشاركة وزير الخارجية السوري في الإدارة السياسية المؤقتة أسعد الشيباني، وبرئاسة وزير الخارجية السعودي سمو الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، وبمشاركة وزراء خارجية أغلب الدول العربية: الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان، والكويتي عبد الله اليحيا، والمصري بدر عبد العاطي، والقطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، والأردني أيمن الصفدي، والعراقي فؤاد حسين، واللبناني عبد الله بو حبيب، (اي كامل دول الخليج العربية وكامل دول الاوسط العربية ومصر عن شمال إفريقيا)، إلى جانب التركي هاكان فيدان.. بالإضافة لوزراء ومبعوثي كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية.. كما يشارك المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون، والمفوض الأعلى للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي..
وهي أول مرة يشارك فيها وزير خارجية الإدارة السياسية المؤقتة أسعد الشيباني في مؤتمر عربي إقليمي دولي، بما يعتبر "تعميدا" وقبولا رسميا بالإدارة الجديدة ورىيس دبلوماسيتها في المنتظم الرسمي الخليجي والعربي والإسلامي والإقليمي والدولي..
واجتماع الرياض هو امتداد لاجتماع لجنة الاتصال العربي حول سوريا بالعقبة في الاردن منذ أقل من شهر في 14 ديسمبر الماضي..
ويدور جدول الأعمال الرئيسي للاجتماع حول الخطوات التي يجب اتخاذها لضمان الاستقرار والأمن في سوريا.. ومتابعة توصيات اجتماع العقبة وخاصة:
-دعم عملية الانتقال السياسي، بعد انهيار نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد الفار،
-ضمان سيادة سوريا ووحدة وسلامة اراضيها، ورفض تقسيمها، ودعم حقوقها القومية ومطالبها المشروعة وغير القابلة للتصرف في استعادة هضبة الجولان السوري المحتل وتوابعها،
-ضمان الأمن والاستقرار السوري والعربي والإقليمي،
-تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري،
-بدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا لدعم العملية الانتقالية،
-دعم عملية انتقال سلمية سياسية تتمثل فيها كل القوى السياسية في سوريا،
ويأتي اجتماع الرياضة بعد شهر واربعة أيام من دخول جبهة تحرير الشام وشركائها في قوى المعارضة السوري المسلحة والسياسة بدمشق يوم 8 ديسمبر المنصرم، لتنهي 61 عاماً من حكم نظام حزب البعث الدموي، و53 سنة من استبداد الحكم العضوض لعائلة الأسد الأب والابن..
الغياب التونسي هو ما جنته علينا "ديبلوماسية الغياب"، و"البهتة البلهاء" للوزير النفطي وكاتبه للدولة بن عياد، وعجز "المستشار المهام لكل المهام" الحجام "حوكي وحرايري القصر" و"القائم مقام المستشار الدبلوماسي بالديوان الرئاسي" و"الناطق الرسمي غير الرسمي" إلخ إلخ إلخ وأعوانه من زملاءه من بقايا تعيينات وأعين "قهرمانة القصر" المستقالة، وانجحار "السفير التائه" المهذبي بدمشق، وخطا حسابات وسداسات "سفير التحفظات"/ "السفير المزرتي" بن يوسف لدى المنتظم العربي بالقاهرة، ومخاوف "نائب رئيس مكتب الاتصال البنعلي بتل أبيب سابقا " لدب لدى المنتظم الأممي بنيويورك، وهو من هو كرمز من أبرز رموز التطبيع الدبلوماسي بما يتناقض تناقضا صارخا وجوهريا مع مواقف الدولة التونسية ومع تصريحات رئيس الجمهورية..
وساعد على هته "البهتة البلهاء" وهذا الغياب المقيت، التأثيرات السامة والدور الخبيث الذي لعبه كبار كرانكة السفسطة والتضليل والهذيان والمستكتب السري من بينهم والمكلف بمأمورية سرية في الجهاز الخاص السري المستتر المتستر تحت اقبية الغرف الخفية الخلفية للحكم.. وما حبره من و"طلاسم الشعوذة" التي ضمنها في "الحروز" التي ساهم وغيره في كتابتها لمن استكتبه من المحيط الرئاسي غير الرسمي، لتمريرها لوزير الخارجية على انها تعليمات سامية لهيكلة مناقشاته مع نظيره المصري عبد العاطي في زيارته الفاشلة للقاهرة، واقتراح تكوين حلف وهمي لما اسموه في هذيانهم "خطة محاصرة المد السوري"، في حين كان الوزير المصري يستعد للتواصل مع دمشق منتشيا بسقوط حكم البعث والأسد الذي كان مصر.. فسقطت خطة الهذيان الساقطة و"أسقط في أيديهم"، رغم أنه "خيل إليهم من سحرهم انها حية تسعى"..
فتحولت وظيفة "تضليل الرأي العام" الخبيثة التي "اشربوها" إلى جريمة "تضليل سلطات الدولة" وعزل رئيس الدولة ورئيس الدولة تهديد المصالح العليا للبلاد..
واعتمدوا على وابل من السفسطة ومن التضليل ومن التحريض على الكراهية ومن الهذيان، والذي دفعت وتدفع وستدفع تونس ضريبته عاليا بمزيد من الانعزال "البول بوتي"، حتى يشبع "البعض" منهم نهم الغريزة العدوانية وما اشربوه من أحقاد في أنفسهم ونزوات ذواتهم المريضة المتورمة..
وما كان لذلك الغياب والتيه أن يحصل لولا نجاح الأخطبوط المتحكم في اروقة ودهاليز الأقبية السرية للغرف الخفية الخلفية للحكم في عزل رئيس الجمهورية، عبر إغراقه في سفاسف الأمور واثقاله إلى صغار الأمور الداخلية بل وصغائرها أحيانا، على حساب وظائفه السيادية السامية في رسم وإدارة السياسة الخارجية للدولة والدفاع عن عقيدتها وثوابتها الدبلوماسية ومصالحها العليا..
مازال بالإمكان الإسراع بإصلاح ما أفسده كرانكة الهذيان وتلقف ما سحروا به أعين الناس والقطع مع دبلوماسية التيه والغياب، لو تحمل رئيس الجمهورية رئيس الدولة مسؤولياته السيادية السامية وانهى حالة "البهتة البلهاء" وسطوة التفاهة والتفهاء..
تونس أمانة، والدولية التونسية امانة، والدبلوماسية التونسية أمانة..