انتصار المقاومة الفلسطينية في معركة الأخلاق والصورة..

انتصار المقاومة الفلسطينية في معركة الأخلاق والصورة.. احترام المواثيق والعُهود والتَّوقيت.. ووسائل نقل حديثة تحترم الكرامة الآدميَّة.. وقلادة تحمل علم فلسطين مع بطاقة مرور لكل أسيرة، وكأنَّهنَّ من كبار الضُّيوف المشاركات في مؤتمر علمي عالمي في المدينة الدَّولة الَّتي شدَّت وتشدُّ أنظار العالم ، وهي خارجة لتوِّها من 471 يوما من الصُّمود البطولي أمام آلة الدَّمار الإسرائيلي ولا تزال تُعاني من سنوات الحصار الإجرامي..

وهدايا تذكارية تحمل خريطة قطاع غزَّة وصورا توثق اللحظات الإنسانية في الأسر وشهادة تخرُّج في اللُّغة العربيَّة وتقدير مختومة بنسختيها العربية الرسمية والعبرية، وعلامات حسن الأخلاق والمعاملة طيلة الأسر بادية على ملامح الأسيرات المحرَّرات رغم ضنك الحياة في غزَّة تحت القصف الإرهابي الأعمى والحصار الإجرامي، وحماية الحق الإنساني للأسيرات في الفرحة بالحُرِّيَّة ولقاء أهاليهن..

وتسليم الأسيرات الثلاث بساحة السَّرايا وسط مدينة غزَّة بنظام مُرتَّب وفي موكب مهيب، وسط الحاضنة الشعبية للمقاومة، وتأمين الموكب بفدائيِّيها المسلَّحين وقوَّاتها الأمنيَّة ومناضليها، ورفع الأعلام والهُتافات والشِّعارات الوطنيَّة أمام أنظار العالم بأسره، وبأجيال المستقبل، وكأنَّ الحرب بل الحروب لم تكن..

في حين يعجز كيان وجيش الاحتلال أن يحترم المواثيق والعُهود والتَّوقيت، ويفشل للمرَّة المليون في التَّصرَّف حتَّى بالحدِّ الأدنى من الإنسانيَّة مع الأسرى الفلسطينيِّين، ويجهِّز شاحنات نقل المساجين الرَّديئة المُهينة لنقلهم مع الإمعان في إيذائهم والانتقاص من آدميَّتهم، ويتلكَّأ ويصرُّ على منع الفرحة عنهم وعن أهاليهم وشعبهم وأحرار العالم..

انتصار آخر لأحرار فلسطين، انتصار الأخلاق والقيم، تهديه غزَّة لأحرار العالم..

المجد والخلود للشُّهداء، والعزَّة لفلسطين..

تحيا فلسطين حرَّة منيعة مستقلَّة أبد الدَّهر..