(1) حكومةٌ تبدو غيرَ متناسقة وغير مسيطرة على الملفات ذات الأولوية وفاقدة لمواصفات الريادة والتعبئة الجماهيرية وليست مستعدة لتطبيق القانون ومتغافلة عن هيبة الدولة وتثبيت مؤسساتها.
(2) رئاسة جمهورية تبدو مُعمِّقةً للهُوّة بين السلطة التنفيذية وعموم الناس، بالبُطء في التدخّل وفي ترميم أركان الدولة،
(3) برلمانٌ، يتخبّطُ في مسائل مُضللة للوعي الجمعي ولا يبدو واعيا بأولوية استكمال المؤسّسات الدستورية،
(4) أحزاب ونقابات تتسارع نحو مبادرة "للحوار الوطني" مع بوادر عدم الاتفاق حول الجهة الراعية للحوار وحول الأطراف المُحقّة بالمشاركة فيه دون أخرى،
(5) جزءٌ كبير من الاعلامٍ مُنتشٍ بملامح "الخيبة" وصانعٍ لأشباح من "الخبراء" والمحللين" يقولون نفس الشيء: التبشير بالخراب والفشل والقحت والأيام السوداء.
في هذه التّخمة من الاحداث المتسارعة التي تُذكّرنا بماضٍ ليس ببعيد، حيث قِصصُ كليلة ودمنة كانت تُؤخذ على أنّها ملحمة ونضال، والسطحيات على أنها تحاليل عميقة، والصبيان على أنّهم قادة النّاس.
لكن هذه المرّة ليست كالمرة السابقة. فقد يبس عُود المتطفلين والمتسلّقين، وانطلت حيلة المناوئين على السُّذّج، فعلا صوتُ السطحية والانتهازية وبات البلدُ على حافّة الانقسام وأصبحت المطالبُ عدميّةً، تُشكِّك في الديموقراطية وتنادي بالرجوع الى الاوتوقراطية، بل تتطاول في الفضاء العام بإعطاء الدروس. وهنا مربط الفرس!
لمصلحة من يتمّ الدّفع بالبلاد نحو المجهول؟ ما هو البديل عن "مسار الدّمقرطة"؟ من هم هؤلاء الجهابذة في النضال وفي العلوم السياسية وفي علم الاجتماع السياسي وفي الاقتصاد الذين سيضمنون النماء والسّؤدد؟ ألهذا الحدّ هانت تونس أمام العماء الأيديولوجي والفوضوية؟ ألهذا الحد هان البلاد حتى نراه يُقذف به بين رياح الباحثين عن الريع الفاضح ووكلائهم المرتزقة؟ألهذا الحدّ تطغى مصالح الاشخاص على الصالح العام؟
تـبّا لمن يغني وروما تحترق.