منذ ما يناهز العشر سنوات بدأت في عدم المتابعة اليومية للبرامج التلفازية التونسية الى ان انقطعت عنها تماما. اي نعم تماما. وفي الحقيقة كان ذلك راجعا جزئيا لعدم ايجاد الوقت وجزئيا اراديا. وعبر الزمن التفتُّ الى منافع جمّة لم أكن لاستمتع بها لو لم انقطع عن المتابعة، وهي بإيجاز:
1- التمييز بين الاحداث المهمّة والاخبار التافهة، وبالتالي عدم الانسياق وراء المتاهات.
2- التمييز بين الخبر كما هو و"التحاليل" التي يطلقها "الكرونيكارات" في اغلب الاحيان فاقدة الحد الادنى للشروط المنهجية والموضوعية لكلمة "تحليل"، خاصّةً وانّ نفس المتدخّلين يعيدون نفس المواقف ويكررونها بدون اعتبار ذاكرة المتابِع !
3- التمييز بين صناعة المحتوى التي يقوم بها الضيف، بقطع النظر عن رصيده المعرفي- حيث يكون الاعلامي في العديد من المواقف فاقدا للمستوى وللاطلاع الكافي على الموضوع- وتلك التي يقوم بها الاعلامي، خاصة في ميادين دقيقة مثل تاريخ الحركة الوطنية، والاقتصاد والاجتماع.
4- عدم الانجرار نحو الاستراتيجيات التسويقية لهذا الطرف او للآخر. وقد باتت هذه الاستراتيجيات مفضوحة في كل الميادين القضائية والسياسية والفنية وكذلك الرياضية والثقافية.
5- التوجّه نحو التحرر من المربّع الاول وهو اعادة تأطير الاخبار القديمة وتبويبها في ذهن المتابع بقصص "حق الردّ" و"الكشف عن الحقيقة"، و"استرجاع الاحداث التاريخية"، وغيرها من المناورات البديهية الساذجة التي لا ترتقي بوعي الناس.
6- التوجه نحو الحياد في قراءة الواقع وعدم التعاطف الاعمى مع هذا الطرف أو الآخر، وعدم اعتبار نجومية او قياديّة وانفراد بالحقيقة من آيّ كان ومهما كان.
7- تفادي التعاطي المعوّم والسطحي لبعض القضايا الدقيقة المستهلكة لمفاهيم معقدة مثل "التنمية"، و"استدامة الدين"، و"استقلالية البنك المركزي"، "التوازن الجهوي"، و"الاصلاحات"و "الانتقال الديموقراطي"،…،
وحاصّة، وهي الاهم،
8- الصحّة الجسدية والرّاحة العقلية والحمد لله.