لحظة،
"الفخفاخ طلع بريء" وبالتالي كان مظلوما. ومن ثمّة خسرت تونس احسن حكومة ": اعتقد ان هذا التقدير انطباعي اذا كان على حسن نية، وسياسوي لا جدوى من ورائه اذا كان مفتعلًا.
- القول بان حكومة الفخفاخ كانت افضل حكومة، على اي اساس؟
(1) كفاءات؟
(2) اندماج وانسجام بين اعضائها؟ ،
(3) برنامج دقيق؟
(4) انجازات؟
(5) شرعية؟ كل هذه المقاييس لا يمكن التأكد منها.
وقد يرى البعض، ان حكومة الفخفاخ كان عليها ان ترحل بمجرّد انه تسارع الى قرطاج ليقدم استقالته دقائق بعد طلب البرلمان سحب الثقة منه -بقطع النظر عن استراتيجية البرلمان السياسية- وكأنّه ارجع المصعد لدولة الرئيس،
او كان عليها ان ترحل بمجرّد ان قام المنشط بوبكر عكاشة بالحوار معه، لان على الناس التذكر اننا قضينا شهريْن كامليْن نتحدث عن تهمة تضارب المصالح، وعن العشرات من التعيينات والالغاءات للخطط، ونحن في اوجه ازمة الكرونة بعد ان اعلن الفخفاخ عن انتصار لم يُنجز.
هذا فقط، لأبيّن ان نفس الحدث يمكن قراءته بطريقة متعددة، خاصة عندما تنتفي القيم والاخلاق في السياسة وفي ادارة الدولة.
- برّأه القضاء، او اصبح بريئا، او هو في الاصل بريء-وهذا ما اتمناه شخصيا للرجل- لكن كل هذه النعوت لا تستقيم لان واقعنا اليومي من اخبار ومن تصريحات رسمية ومن برامج اذاعية وتلفزية ومن تعامل مع المؤسسات ومن حياة يومية ليست نقيّةً.
اذْ يعتبر البعض ان القضاء مستقلا عندما يُبرّءُ أحدًا يتعاطفون معه، وغير مستقل عندما تتم محاكمة احد لا يتعاطفون معه، ولكن عندما لا يتم الفصل حالاًّ في قضية شكري بالعيد او البراهمي رحمها الله، فإننا لا نسمع اي تعليق حول القضاء.