سأله الصحفي لياس الغربي عن رؤيته للمستقبل: يقول: " ما قبل 25 جويلية كانت ديموقراطية فاسدة...."
التعليق: ليس هناك ديموقراطية فاسدة. فهي جملة من القواعد لتنظيم الحياة السياسية وبالتالي الاجتماعية ووفقها يتمّ حلُّ الخلافات فيما يتعلّق بالشأن العام وضمانُ الحريات، وانّما (1) هناك مُفسدون سواء في نظام ديموقراطي أو أوتوقراطي، و(2) لا يمكن التعامل مع "الديموقراطية في تونس" كأمر مُكتمل، بل هي "مسار" يحتاج الى ديموقراطيين والى نخبة تُضحّي بمستقبلها السياسي لفائدة هذا البناء، والسؤال هو (3) ماذا كانت مُبادراتُك في دعم المسار الديموقراطي، لانّ الفساد يعطّل التنمية، التي هي عصب تعزيز المسار الديموقراطي الذي بدوره لم يكتمل. أي كان بالامكان الدفاع على المسار التنموي ومحاربة الفساد بدون توصيف الديموقراطية واتهامها بالفساد، فهي وليدة ولا تتحمّل المخاطرة بمآلها.
يقول: "السيد قيس سعيّد لم يحارب الفساد وهو أمر أكبر منه".
التعليق: بطبيعة الحال، هل كان من المنتظر أن يُفكّك حقيقة منظومة الفساد؟ فالحد الأدنى من الاطّلاع على "نظريّة الدولة" وعلى "نظريّة ارتهان الرّيع” وآلياته ومجموعات ضغطه وأوزانها، لا يُمكّن من انتظار محاربة الفساد بالمقاربة المُتّبعة في الواقع. وهذا كان أمرًا يقرب الى البداهة منه الى التفاؤل غير المبرّر، (كُتِب هذا منذ الأسبوع الاوّل مابعد 25).
يقول: "لم يمرّ الى ما يجب القيام به لانّه شعبوي".
التعليق: هو كان شعبويًّا منذ اعتلائه السلطة، وهذا أمر ليس مستحدثًا. فبحيْثُ، ما جاوبش على السؤال متاع الصحفي المتعلّق برؤيتو للمستقبل..