تُقام الندوة الصّحفية عادةً لأهمّيةِ خبرٍ عاجل او أمر مستحدث مهمّ يخصّ منظوري المُتحدّث. وهي "ندوة صُحُفية" لفتح المجال للصحفيين للاستفسار حول مختلف الابعاد التي يتضمّنها الحدث بهدف التّأكّد من الالمام بكل أبعاده.
طيّب.
وفي بعض الاحيان، تُعقد الندوات الصحفية لأمر مهمّ تراكمت احداثه وتطوراتُه الى غاية ضرورة الاعلان عن موقف منها او عن نوعية التطورات لأهميتها، وهي عادةً ذات طابع سياسي او مطلبي-نقابي.
أمّا ان تُعقد الندوات الصّحفية بدون حدث بارز يستحق الاستعجال بها، فقط للإعلان عن فشل النظام التربوي- بدون عمق في شرح الاسباب ولا ذكرٍ لكل أطراف العملية التربوية وتحديد المسؤوليات بالدقة الكافية، ولو ان هذا الحديث لا تسعُه ندوة صحفية- او تقاعس الاساتذة والمربين عن دورهم باستعمال "العُطل الصحّية"، وذلك بمناسبة الحدث- العودة المدرسية، فذلك يُعتبر من قبيل "افتعال الحدث"، والخروج عن السياق وذا مُستهدفات غير تلك المُعلنة.
فكأنما يقوم والي سليانة اليومَ -التي انتصر فيها الرومان على القرطاجيين 200 عام قبل الميلاد- بندوة صحفية للتنديد بحنّبعل لماذا بقي في روما اكثر من 12 عامًا بدون ان يحكمها، أو ان يُحمّل المسؤولية البربر الذين لم ينخرطوا مع حنّبعل في تلك الحرب، بدون ذكر الاسباب، والحال انه كان من الارجح هو ردّة فعلهم للانتهاكات المتكررة من جنود حنبعل وتعسّفهم على الاطفال والنساء،
بل لعلّ السبب الابرز هو انّ الحضارة القرطاجنيّة كانت متأخّرة نسبيا عن الرومانية من حيث النظام الاجتماعي وفرص الارتقاء من طبقة الى طبقة. ففي قرطاج اذا وُلد المرء عبدًا او كان جنديّا بسيطا، فانه يبقى كذلك طيلة حياته خاصّةً اذا كان من السكان الاصليين اي بربريًّا.
ولكن في روما اذا كان عبدًا او جنديا بسيطا وقام بإنجازات في الحروب او في المدينة او في المجتمع، فانّ له فرصة الارتقاء الى طبقة اجتماعية اعلى ويمكن ان يصبح في مجلس الحكماء او قائدًا عسكريا، وفي نفس الوقت اذا كان اداؤه سيئًا فانّه يكون معرّضا للعزل او النفي من روما…