مجرّد سؤال: الا تبدو الحرب الحالية في اوكرانيا تقليدية واقرب الى حروب العصابات اكثر منها الى مواجهة شاملة فيها منسوب عال من علوم الكمبيوتر والتحكّم عن بعد في العدو واختراقات سيبريانية اكثر ممّا نشاهده في الميدان. بل تبدو وكانّها تحاكي في غالبيتها اساليب الحروب القديمة؟ فلو لم تكن الاشرطة بالألوان لحسبناها الحرب العالمية الثانية؟
لكن، الجوهر ذاتُه منذ آلاف السنين مهما تطورت الاساليب:
(1) صراع نفوذ من اجل البقاء للأقوى الذي قد ينتصر على حساب انسانية الانسان، وذلك تحت مسميات مختلفة منها حق التدخل، ومنها حق حماية المصالح الاستراتيجية، ومنها الشرعيات القائمة على نظُم هندسية متغيّرة،
(2) اقحام اطراف ليس لها ناقة ولا جمل مثل ما كان يُعرف في تاريخ العرب القدامى "بالكلاب" (ليس بمعنى الحيوان بطبيعة الحال) الذين كانوا يُقحمون في الحروب بين الروم والفُرس، وفي احسن الاحوال مرتزقة سُمّيت فيما بعد بالانكشارية أو "شركات خاصّةً مختصّة في الحماية" التي شاركت في العديد من الحروب الدامية في مطلع هذا القرن…
(3)تهجير وارعاب واستئصال الشعوب من منبتها؛ تلك الشعوب التي تُذلُّ اذا انهزمت قاداتُها وتنتشي لو انتصرت في حرب لم تُستشر حولها.
تقليم "مخالب" المنهزم بتطويع سيادته لإرادة المنتصر، بتقسيمه او تغريمه واعتباره حالة كئيبة تستحق اعادة الاعمار، لكن بشروط!!!