1. "اللّي لَزّني باشْ قدّمتْ رُوحي للترشّح هو الوضع الصّْعِيب اللّي تمُرْ بيه تونس". قد يكون هذا الكلام جوابا عن سؤال الصُّحفي، لكن أن يُصبح الترشح للرئاسة (الذي هو حق دستوري بديهي) اكراها ومناسبة للدخول في مربع البطولات وتقديم المزايا للتونسيين، فهذا لا يعني للتونسيين شيئا لانّ الرئيس المخلوع قال نفس الكلام، فضلا عن انّه خارج نظرية الدولة وعلم الاجتماع السياسي الذي لا أذكر من كبار المختصين فيهما من يفسّر جذور تكوين النخبة السياسية انطلاقا من حُبّها للوطن في فترة ما بعد الحداثة.
قد يكون المترشح عاشقا للوطن مُتيّما به ولهانا ويذكره أكثر من ذكره لأبيه، لكن هذا أمر ذاتي لا يمكن اتخاذُه قاعدة للتقييم الموضوعي وللخطاب الجدي في الفضاء العام.
2. "أنا أُونْتي-سيستام"، (Anti-establishment)، " صاحب سيستام جديد"، .... عندما نُحيل هؤلاء الى معنى "أُونتي-سيستام" الذي استُعمل كمُصطلح في الادبيات منذ الخمسينات في بريطانيا وهو موقف معارض للمبادئ الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للمجتمع، لا نجد في برامجهم مبررات القطيعة اللازمة وتحشيد القوى الكفيلة بالقطع مع هذه المبادئ التي لا تُذكر بتاتا في الحديث الذي يزداد غموضا كلما ازداد استعمال المصطلح.
3. "البرنامج متاعي هو": ويُعيد بعضّ مهام الرئيس الموجودة في الدستور، مع بعض الأفكار المتبعثرة، لا تسمح بالتمييز بين "برنامج وهو مجموعة اهداف واضحة وسُبل تحقيقها" من ناحية، وبعض المبادرات المتفرقة من جهة أخرى، يصعب الربط بينها في رؤية موحدة، قد تكون من وحي اللحظة لدى بعض المتابعين ان لم أقل العديد منهم…
4. "انا ولد السّلم الاجتماعي متاع الدولة الوطنية، وضحيِّت باش وصلت وولّيت عالم فضاء، طبيب، مهندس، ..."
قد يكون هذا الكلام في سياق السؤال المطروح، لكن ألاّ تخلو منه تقريبا كل التصريحات وأن يؤخذ على انه قصة نجاح شخصية، فان في تونس حاليا حوالي 70000 مهندس، و15000 طبيب والالاف من الدّكاترة في كل الاختصاصات تقريبا، أينما حلّوا نجحوا، إضافةً الى أن رئاسة الجمهورية ليست نهاية مسار تعليمي مهما كان، وليست مآل استثمار شخصي في تجارب سياسية لم تُقيّم بعد.