الصباح في القهوة لقيت صديق صحفي مهتم بالشأن الاقتصادي، حكالي على "Trappe de resilience" في تونس وهو فرحان بالمفهوم هذا. قلتلو "آش معناها"، ياخي استغرب كيفاش ما نعرفوش.
قلتلو راني موش بالضروري بش نعرفو وما فمّه حتى حد يعرف كل شيء. وقريب بش نحلفلو بسيدي علي الحطّاب اللي لا نعرفو.
قالي، راهو "كل الاقتصاديين" في تونس يعرفوه ويعني اللي الاقتصاد التونسي قعدْ "صامد" - معناها (Resilient) ولكن من غير ما خلق الثروة!! ومالجُملة، قالي اللي عملوا دراسة "علمية"- ما عندهاش برشة.
سئلتو على "كيفاش قاسوها الريزلينس هاذي؟". قالي ما نعرفش. زدت سئلتو على نوع الريزلينس اللي اعتمدوه؟ قالي ما نعرفش، لكن قالي اللي الاقتصاد التونسي قد قادر بش يعطي الشهاري للعباد والدولاب قد يدور والبلاد ما فلستش!
باهي.
قتلو، اش معناها "ما فلستش"، واعطيني دولة في العالم فلست- وزيد ثبت، الدولة تقصد بيها القطاع الحكومي واللاّ البلاد الكل؟؟؟
على كل حال.
انا نعتقد اللي البلاد هاذي في الظرف متاعها الحالي ما هياش متاع تفكير، ولاهي متاع مفاهيم جديدة فارغة وغالطة وميش قابلة للقياس، ولاهي متاع ابداع. الطرف الحالي متاع تمهميش. وارحموها بالله راهي ماعادش تنجم تقاوم البافارداج.
وبْنفْس المناسبة، الريزليونس هي قدرة الاقتصاد على امتصاص الصدمات العشوائية، ماكانش تتسمى "هشاشة". يمكن نفرقوا بين (A) الهشاشة الهيكلية او النظامية اللي تخص (1) البنية التحتية، (2) المنظومة الصحية، (3) الامن الغذائي، (4) الامن بكل ابعادو الاخرى، (5) التنمية المستدامة، (6) التفاوتات الاجتماعية والمكانية، (7) التكاتف والتعاضد الاجتماعي، و ( التنويع الاقتصادي، من جهة و (B) هشاشة الاقتصاد الكلي من جهة اخرى، اللي تخص (1) استقرار الاسعار، (2) استدامة الدين والمالية العامة، (3) البطالة، (4) الشمول المالي، (5) استدامة الرصيد التجاري، (6) استدامة المخزون من العملة الاجنبية.
وبالرغم انو كل العناصر أعلاه مرتبط بعضها ببعض، الاّ ان مفهوم "الريزلينس" و "الهشاشة"، هو مفهوم نسبي -يعني بمقارنة اقتصاد البلد مع مجموعة من الدول الأخرى، وزيد المقارنة هاذي ميش ثابتة. معناها تتغير من عام لعام ومن فترة لفترة.
عندي خدمة صغيرة، نورّي فيها احصائيا وبالقياس الكمي اللي الاقتصاد التونس خلال الخمس سنوات الاخيرة هو اكثر الاقتصادات النامية هشاشة ولاهو صامد للصدمات العشوائية ولاهم يحزنون.