توه الواحد كيف يسمّل بسمالله ويشمّر ويكتب مقال واللاّ يعمل تصريح بش يحلل واقع اقتصادي، ماوْ اقل شيء يسئل روحو باش يضيف للناس معلومات وافكار جديدة واللاّ لا، ماكانش يبطّل ويمشي يعمل حاجة اخرى.
مثلا، المدة الفائتة نشروا نسبة البطالة اللي كانت 16.2% واللات 16%، (وهي في الحقيقة نسبة عالية جدا بالمقارنة للمنطقة والمعدلات العالمية). تنصبت البلاطوات وتعملت التحاليل. واحد يقول اللي "الأرقام مسقطة"- برّ لوّج في الكتب آش معناها "مُسقطة"، ولاخر يقول اللي "الانخفاض هذا في نسبة البطالة" دليل على انو "لومور بدات تتحسّن"، من غير ما يقول علاش ولا كيفاش. امّا واحد آخر قال اللي انخفاض نسبة البطالة جاي من الدعم… وهذا بصراحة "أمر جلل"، خلاني نتسائل قدّاش يلزم من دعم لكل 1000 موطن شغل جديد!
على كل حال، لحكاية كان نشوفوها من جهة أخرى نلقاوها كيما يقولو ناس بكري عيطة وشهود على ذبيحة قنفود:
نسبة البطالة نقصت بفارق 0.2٪، وهذا "وَلاشِي"، اانّو في حد ذاتو ماعندو حتى معنى إذا كان دقّقنا في نسبة البطالة اللي يتم نشرها واعتمادها وكيفاش تم احتسابها:
- نسبة البطالة الربعية يتم احتسابها بطريقة عشوائية وتقريبية، يعني قايمة على عيّنة، مع هامش خطأ متاع 10٪ مثلا. والطريف في لحكاية انو فارق التحسّن في نسبة البطالة (0.2٪) لا يُقارن بنسبة هامش الخطأ المقبول (10٪)
- حتى ولو حتّمنا بهذا "التحسن" في نشاط سوق العمل، ما فمّه حتى شيء يدلّ على انو هذا التحسّن ظرفي (معناها موش دايم) واللاّ هيكلي (معناها دايم). وخاصّة في واقع الدول المتخلفة كيما تونس اللي سوق العمل متاعها موش مربوط مباشرة (يعني الارتباط هذا إذا موجود لازمو وقت للي يولّي غير مؤكّد) بالتضخم ولا بالسياسة النقدية ولا بسعر الصرف ولا حتى بسياسات التوظيف النشطة -إذا كانت موجودة- لعدة اسباب موش لازم نحكيوْ فيهم.