صار للرئيس التونسي أنصار جدد لم يظهروا إلى جانبه في حملته الانتخابية وصارت لهم ألسن سليطة يمنعوننا بها من نقد أداء الرئيس. ولا علم لدينا إن كان الرئيس علم بوجودهم إلى جانبه أو إن كان دعاهم إلى جانبه، ولكن لدينا يقين نحن الذين ننقد أداءه السياسي ولا نهتم لأخلاقه الخاصة أن الرئيس مهما جيش من أنصار لا يقبل مستويات البذاءة الأخلاقية التي يستعملها هؤلاء الأنصار للدفاع عنه بتبكيت منتقديه.
نعم أداء الرئيس لا يرضينا ونحن في ديمقراطية تسمح لنا بنقده والدين الوحيد في أعناقنا نحمله للشهداء الذين حرروا أقلامنا ولذلك سنكتب ضد هؤلاء الخارجين فجأة من كهوف القمع ليمنعونا من الحديث.
من هؤلاء الزبانية الجدد؟
لن نورد أسماء فهؤلاء معروفون في دوائر ضيقة لكننا قريبون بحيث نحدد ملامحهم ومنطلقاتهم وقد تكشفت هذه الملامح بعد الثورة فقد كانوا موظفين منسيين في دوائرهم قبلها. بقدرة قادر تحول هؤلاء إلى نجوم سهراتنا التلفزية وصاروا مراجع في كل موضوع يدعون فيفتون في المسافة الفاصلة بين قواعد الديبلوماسية وتربية الحلزون. ولديهم ثابت خاص في كل موضوع لعن حزب النهضة ولعن من لا يلعنها فلما بلغوا مبلغ إسناد الرئيس صار كل نقد للرئيس أجندة مملات من حزب النهضة.
أيها الزبانية لا تقيسوا الناس على مقاسكم فأنتم حالة انحراف وعي تؤدي الى التهلكة الأخلاقية والسياسية. خارج دوائر تفكيركم وحساباتهم النفعية القصيرة يوجد منطق مختلف يصوغ نقد رجال السياسة ضمن بحث ديمقراطي على تطوير الأداء. وهذا البحث حق ويشمل الجميع لكنه يستثنيكم فأنتم أدنى من أن تحوزوا على الاهتمام الجاد لكن يمكن ان تنقدوا بأية عملة متاحة.