في تفاصيل اليومي المملة او الاحداث الصغيرة التي يترفع عنها القادة الكبار فلا ينزلون الى الحديث فيها... نعم شامت في من سرق منا بحر الفقراء ..وبصحة رقعة وقلة رجولية .
وان شاء الله ما تطلعش مسرحية شعب تجمعية تتعارك .. اعني تهديم براكات كوكو بيتش او شط الزقب (وهو الاسم الحقيقي) من طرفي القوس الممتد من غار الملح الى شط المرجى(او المرجة) بسليمان شطوط كانت للفقراء ..قريبة من القرى الشاطئية ويذهب اليها اولاد القرى راجلين وعلى موتور ودراجة وساعات على كرارط .. ويحملحون جداتهم لتمليح جلودهن.
منذ فتحت فيها مسالك معبدة وصلتها السيارة الشعبية ...وظهر فيها نشاط كراء الشمسيات ولكن بقيت اقرب الى المستوى الشعبي ...(خاصة للنساء التي تعوم بجبة )... في السنوات الاخيرة تغول على كثير من هذه الشطوط جماعة اغلبهم من خارج القرى الشاطئية ...يأتون من اماكن بعيدة مسلحين برخص لا يعلم احد كيف حصلوا عليها ...رخص الشمسيات تحولت الى براراك معدنية متينة تنصب على الشاطئ ثم زحفت فدخلت الماء فمنعت حتى المشي على الرمل الندي ...وفرضت وجبة غذائية بالقوة ومنعت نصب اي شمسية في الوسط ثم وصلت الى منع الجلوس على الارض ولو دون شمسية (بوغطسة ).
وفرضت موسيقى شوارعية بصوت يصم الاذان ...ولم يبق الا ان يقسموا البحر بحبال كما تفعل النزل ...لمنع العربان من الاختلاط بالسياح ... اختفى شاطئ الفقراء ...وفقد الفقراء نزهتهم بدلاعة وشقالة مقرونة وهي بالمناسبة ليست عارا يسخر منه في الفايس بوك من قبل السنوب الكذابة …
اما ماوي السيارات فكارثة لا يمكن وصفها ...اذا دخلت باكرا لم تخرج حتى المساء واذا تأخرت لن تجد مكانا وعليك دوما الدفع مسبقا دون اي حماية لسيارتك ... الويل كل الويل لمن يحتج على اي ممارسة من هذه الممارسات (الدبوس والقباحة بلا حساب)...تنجم تروح خشمك مكسر وذليل ومقهور …
عمليا نهار واحد في نزل مصنف حول المسبح (برسم دخول عال جدا ومع الاستهلاك الاجباري للتمتع بالمسبح) يكلف اسرة صغيرة مصروف الصيف كاملا ...ولذلك كانت هذه الشطوط ملاجئ لطبقتي الاجتماعية التي يتآكل دخلها بسرعة الضوء ...هربنا فادركنا تجار البحر بإسناد حكومي او زبائني لا يمكن فرز خيوطه …
اين نذهب ؟
لا امل في ادارة تستعيد بحر الفقراء للفقراء ...بقيت لنا السواحل الصخرية وهذه غالبا يفتكها جماعة القعدة بسطل ثلج وكردونة ...ولغة تحت الحزام … ننسى البحر ؟ هذا هو الخيار الاخير وهو ليس خيارا وانما غلبة وقهرة …