انا العبد لله العربي ...من تونس ..

ربما كنت عربي العرق ولا يضيرني ان اكون بربريا وهذا ليس فخرا ولا عارا ....لكني ولدت وتعلمت وكبرت على اني من امة لو صبت جهنم على راسها واقفة وقد امنت بمظفر وعشت مجد القصيد العربي ... وحفظت اللامية .

احدثكم عن يوم سقوط بغداد ...كان يوم عطلة قمت فجرا وكانت نذر الحرب فوق راسي وكان صدام قد تحول في قلبي من مجرم الى بطل وكنت احب ان ينتصر ...لاعيش بنصره ...عقلي كان يدربني على هزيمة وقلبي يرفض ان يصدق عقلي وهذا مرض مازال يعذنبي ..ولا احب ان اعالجه …

هاتفت اخي مهدي ...كان يضطرب منذ الفجر ويقف امام شاشة التلفزة ويتابع الجزيرة قال انا وحدي لقد سافرت زوجتي الى اهلها في ضرورة ...وانتظر محمد ....هاتفت محمد ...اتفقنا على الذهاب ...في منتصف الطريق تركت سيارتي وركبت سيارته وسرنا كان مهدي عند الباب يضطرب ..مكثنا امام الاخبار من الحادية عشر حتى الرابعة ...........اعد مهدي وجبة عزاب لم ناكل شيئا شربنا قهوة كثيرة واحرقت سجائر كثيرة ...وسقطت بغداد ...كانت الجزيرة تنقل هروب الجنود من المطار وتنقل تقافزهم في نهر دجلة بلا ملابس عسكرية .........لم نصدق .

كان مهدي يقول هذه مسرحية وكان محمد يصمت ويأكل كفه كانه لحمة ليست منه ....اما انا فكنت اقف واقوم مثل رقاص ساعة ومهدي يشدني من كتفي ويجلسني ...وهو يحمر فيتحول من الشقرة الى الحمرة ثم يحمر انفه مثل حبة طماطم ثم ينفجر ...بدموع مثل نهر .................

صمت طويل ........................وجوع وتبغ …

سقطت بغداد...............وسيطر الاميركي على المطار وعلق رايته على وجه صدام …

انتهى الكلام والبكاء فانصرفت ومحمد ...الى حيث سيارتي .....في الطريق الذي لم يكن اكثر من خمس كيلومتر ...انفجرت بالعياط مثل رجل مرت عليه دبابة ولم تجهز عليه ................ضربني محمد على وجهي ..قال تربص في العودة ...............امسح عينيك لترى الطريق .......

لم امت في الطريق كانت طرقات تونس من بن عروس الى اريانة خالية . كانت جنازة عامة الطرقات خالية والموت مخيم على تونس ويسكن في قلبي وقلب مهدي وقلب محمد .....وصلت ...اطمئن مهدي على وصولي بهاتف ردت عليه زوجتي ...................

اغلقت علي مربعي وبكيت مثل مغتصبة ....................

انا صاحبكم لم اشف من ذلك اليوم ..لم يرحمني ربي بموت سريع لأنسى واستغفره حتي يسترني اليوم عشت هزيمة بغداد مرة اخرى ..لم اهتف الى مهدي ولا محمد ..اتوقع انهما يصمتان ولا يردان ..سرت اليوم في طرقات تونس وحدي ...........منذ الرابعة حتى العودة الى كتابة هذا الخاطرة ...لا عرب بدون العراق…

لا عرب بدون الشام العريق ........

لاعرب دون حرية …

عربي انا او بربري مسلم او زنديق ..............كانت ابتسامة سيدي حسن تعطيني املا في المستقبل ..ولم اكن اتمسك بالحديث الطائفي ..فالعدو واضح ................... سقطت بغداد وبكيت ...............لن ينتهي العبر من الارض برغبة كمشة يهود .................ملكوا في لحظة ما تفوقا تكنولوجيا .............

الزمن .................................لنقطعن ادبار امهاتكم يا اولاد الفاجرة .... نحن عرب وعندنا القران نتيه عنه ونعود وننتصر ...هي اجيال لقد قهرتمونا في بغداد وبيروت وغزة ...ولكننا اوسع منكم مدى واملا ....

نربي الاجيال على مقتكم ....لا يهمنا الثمن والالم ......سيمقتكم اولادنا واحفادنا حتى ننتصف .....................وما بغداد وبيروت الا محطات صغيرة في طريق محقكم .......................

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات