سيقوم لي الفقيه ويلعنني وبيده يفتح باب الجحيم ويطمئن إلى موتي النهائي. وهل جحيم أقصى من وطن لا تعيشه. وتبني فيه لأولادك بيتا وتغرس زيتونة وتقول أرضي وأبي وأمي وبعض ذكورتي خارج مقاييس الوفاء. وتكتب فيه رواية وترفع مقياس الإخلاص للشهداء.
الرب ينظرني ويقول ضل حتى اهتدى فمرحى. والفقيه يشنقني في النص ويبتهج. لقد قصف فرحي بنص أوله على هواه. أيها الماء الأحمر يا صنعة الرب. خذني إلى وطني. فقد سرقوه مني وتركوا الملح في عيني وعيني تبكي من ملح لا أستطيعه. وطني وبعضي وكلي وولدي ونور …زيتونة واحدة تكفي لكي أحس بالانتماء لا حاجة إلى الزيت إلا ليسهل مرور الحبل على عنقي ويحسبني الفقراء في الشهداء.
أيها الفقراء عندنا وطن لا يحتاج وزارة للشهداء. فكيف السبيل إليه وقد سرق اللصوص غزلي في هضابه. وطن لا أعيشه إلا أمنية كأنثى لا أطولها إلا في الرواية. وطن من النصوص الفاحشة. وطن في الرواية وفي الغزل وفي كسر العروض الجامد دون هدم القصيد.
يا وطني (المعروض كنجمة صبح في السوق) خرج الرجال إلى الرصاص وخرج اللصوص إلى الغنائم. فكيف أقيك من اللصوص ولا أسيل في المجاري.. يا وطني أنا حزين واللصوص يعرفون هزيمتي ولا احتمل الكذب عليك بنصف شجاعة.
يا وطني لم أتدرب على السلاح. فضعت مني كدبلج أمي الذي أورثتني لأضع في معصم نور. يا وطني نور بلا وطن ولا تدرك بعد كيف تكون غربة الملكات بلا دملج الجدة. أيها الوطن القصيد. لقد ضعت وأتحجج أن ضيعوني فهلا غفرت لي غربتي فأنت روحي لا التراب. وأي قيمة لترابك إذا سرت فوقك جثة حية .