صراعاتهم ما قبل الكورونا لا تزال مستمرة.. وبنفس الوسائل السياسية والاعلامية المنحطة. معايشة الطاعون ومتابعة اثاره في العالم وقوته التدميرية لم تؤثر في قلوب المتصارعين ولا في عقولهم ...فكأن ما يجري قوس صغير في انتظار الاغلاق لاستعادة زخم المعركة الدائمة.. والابدية ... الجهوي/ الايديولوجي/ الطبقي.
ابعاد متراكبة تصب في واد واحد مجتمع مفكك وبلا راي وبلا خريطة وبلا قيادة جامعة وما خطاب اللحمة والتحابب الا تغطية سفيهة يروجها المستفيدون من استدامة الصراعات الهدامة ...منفاقة لبعضهم ولبقية الجمهور الذي ينافقهم بخطاب مماثل
الكورونا مثل الثورة كانت فرصة لتعديل اساسي في الشخصية القيادية للتونسي لكنه مثل ما فرط في التأثير الايجابي للثورة نراه يفرط في التأثير الايجابي للوباء ...ليبقى الحال على ما هو عليه ... هل يملك التونسي الفرد قدرات ذاتية على التغير ومخالفة السائد والعمل بقيم اخلاقية كونية ترفعه لمصاف الانسان؟
اهدار فرصة الثورة كما اهدار فرصة الوباء.. تكشف عدم قابلية للتغيير ورغبة في مطاوعة السائد والبقاء فيه طبقا لمبدأ المجهود الادنى.. ولو دون المكسب الاقصى …
لماذا هذ الاحباط الصباحي؟ هو الواقعية العارية ...كما استشعرها بكثير من الحدس وبلا ارقام (علموية).. الشخصية الاساسية التونسية كسولة وتخشى التغيير ...وتستعظم جهد تطوير الذات ...لذلك تحب الكسب السهل السريع وتستسلم للأحكام المسبقة حول كل شيء ...لذلك تنتج قدرا كبيرا من التثبيط لكل فرد مغامر يرى املا في شيء.
وبعدين؟؟
من لم تغيره ثورة سلمية ووباء كوني لن يغيره الا الدم ...والدم ليس برنامج الجبناء قال احمد العروس (دع كل شيء في مكانه فنعم كل شيء في مكانه) …