منذ 2005 بان ملك الموت هو المكلف بالحراك السياسي في ارض اليعارب ...ولم تكذبني الوقائع لكن رغم ذلك ها انا ابحث عن شمعة في الظلام …
هناك ثورة زراعية هادئة تجري في تونس بجهد الفلاحين وحدهم دون دعم حقيقي من الدولة ...التي تتملح بالطول والعرض من الفلاح …
انجزت سنة 1992 بحثا ميدانيا لنيل شهادة التعمق في البحث عن فلاحي سيدي بوزيد وكيف حولوا السباسب السفلى(سهول وادي الفكة او نيل قمودة) الى مزارع عصرية بعد حياة الرعي والتبدي ...والهجرة (المازقري) الى ليبيا وكان جهدهم فرديا متحديا حتى قوانين الدولة بخصوص الاستغلال غير القانوني للمائدة المائية السطحية وكنت وضعت جملا استشرافية بان الظاهرة البوزيدية ستمتد لتشمل كامل التراب الوطني وقد صدقتني الوقائع فاذا الفلاحة الفردية تمتد من بوزيد الى جوارها ووصلت اقصى الجنوب (من نفزاوة الى بن قردان) و حولت القيروان الى اكبر حقل زيتون في تونس متفوقة في عدد الاشجار على صفاقس والساحل الارض التاريخية للزيتون وهي الان تشمل القصرين صاعدة الى الكاف وجندوبة ...(ارض الزراعات الكبرى التاريخية).
هذه الثورة تعرف الان منعرجا كبيرا يقوده خاصة مجاهدو (تخيرت اللفظ) البذور الاصلية في معركة كسر عظم مع تجار البذور الموردة ...وهناك حقائق تتحقق على الارض...اراها ثورة هادئة تحتاج فقط الايمان والصبر الطويل …
هنا تحدث ثورة لا يهتم بها مناضلو الدساتير و نخب الموظفين الذين هم العمق الحقيقي لنمط التنمية التابعة ...اقتصاد الخدمات التي يتم اختصارها في السياحة …
اظن والله اعلم ان الفلاح التونسي مستقل في العمق (يفكر لنفسه لا ضمن خطة الدولة وهي خطة غير مبنية على مشروع تنموي) ولكن يحتاج الى امر مهم الايمان بانه فاعل رئيسي في بناء اقتصاد مستقل عن كل تبعية وعليه ان يضغط ...بقوته (كمنتج غذاء رئيسي) لفرض شروط تنموية جديدة ...وهذا بقطع النظر عما يصيب نقابته القطاعية الحالية من تردي سياسي …
عندما تقف امام اي محل خضار وتجد اكثر سلال الغلال تنوعا في العالم سترى هذه الثروة ...الامر يحتاج الى الايمان .