السيدة الفاضلة نائبة الشعب عن حركة الشعب ليلى الحداد هي اول من أصدر توضيحات (لا اقول تبريرات) لقرار الحكومة التكفل بمساعدات الاذاعات الخاصة ...وقد صاغت توضيحيها على ان العجز عن الدفع بديهية وامر معتاد وطبيعي يوجب فقط تدخل الحكومة.
لذلك بقي لدينا اسئلة مؤلمة:
الاذاعات الخاصة تراكمت عليها الديون قبل الكورونا اي في زمن كان الاشهار فيه متاحا لها وتقبض منه ...وهذه الديون ليست بسبب الكورونا بل بسبب سوء التصرف في مقدرات هذه المؤسسات ...فهل ان دعمها الان (بالغاء ديونها) سيعيدها الى صوابها وتكسب وتدفع اعباءها لديوان البث؟ ما هي ضمانات التي تقدمها الاذاعات للحكومة لكي لا تعرف نفس الصعوبات بعد الكورونا.
سؤال اخر ينبني على وقائع في زمن الكورونا كنا نستمع الى هذه الاذاعات وهي تقطع برامجها بفواصل اشهارية اي ان الاشهار لم يتوقف في زمن الكورونا فكيف تراكمت الديون.
هناك تفصيل مهم يتعلق بنوع الاشهار. فالإشهار العمومي الذي كان بن علي يستعمله للضغط على الصحافة المكتوبة (اعلانات البتة وطلبات العروض ومثلها مما تدفع له الدولة ثمنا) يتعلق بالصحافة المكتوبة وليس بالإذاعات.. يعني لم يكن من مصادر دخلها فيكف تجعل غيابه عنها سببا لعجزها؟
نعود من بعيد …
حكومة الرئيس ارتكبت حماقة لا يمكن تبريرها ...ونواب الحزب الذي يدافع عنها كأنها مكسب شخصي له لا تقلل من هذه الحماقة ولكنها تجعل المبررين حمقى مثل حكومتهم .....