قراءة المؤشرات الرقمية ليست سهلة، ولكنها ايضا ليست مستحيلة .. (اسهل من الخوارزمي). مدنين وتطاوين وقابس وحتى قبلي صوتت في الدور الثاني لقيس سعيد بنسبة فاقت في بعض المكاتب 98 بالمية ...لكنها في الاستشارة قاطعت تقريبا وكانت نسبة المشاركة تحت 2 بالمية مما يدل على تحول كامل في الموقف من الرئيس ...واول حركات خروج المعارضة من المركز (العاصمة) الى الجهات كانت في قابس وها هي اليوم في مدنين بزخم اكبر حسب النقل المباشر .
الاستاذة ليلى الحداد (حركة الشعب عزت عدم المشاركة في الاستشارة الى تأثير حزب النهضة المسيطر على الجنوب) متناسية ان اكبر نسب التصويت في انتخابات 2019 لحزبها كانت في هذه الولايات (اي أن قاعدة حركة الشعب جنوبية في الاعم الاغلب ) ومنافس رئسيي وقوي لحزب النهضة لو كانت هذه القاعدة شاركت بنعم في الاستشارة لفاقت النسبة 2 بالمية ..
قاعدة حركة الشعب الجنوبية لم تشارك بما في ذلك القاعدة العكارية لسالم لبيض... يمكننا هنا بناء فرضيات بحث فعالة ضمن علم الاجتماع اانتخابي والبحث في اشكاليات علاقة القواعد الحزبية ( في الاطراف) بقياداتها في المركز (ومقدار تقبل هذه السياسات قاعديا) وهو سؤال كان يطرح فقط على حزب النهضة ..الموضوع دوما تحت مجهر الاعلام ...
لكن اريد ان اصل الى ملاحظة مهمة …
هناك وعي سياسي طرفي (لا مركزي) يتخذ قراراته بوعي متجاوزا (كومبينات القيادة ) وعي يفكر لنفسه ويتخذ قراراته متحررا من هيمنة قياداته ومناوراتها ... وهذه الروح (الفطرة اسميها) غير المشغولة بالتحليل الاكاديمي ...هي التي ستؤثر في المستقبل فتسقط الانقلاب كما ستسقط النخب المركزية هي نفس الروح (الفطرة السياسية) التي خرجت ضد الارهاب في بن قردان ... اني اذهب الى حد القول ان هذه الفطرة هي التي خرجت ضد المحتل واطردته وتكفلت بالثمن واعلنت الرضا …
السياسي الذي سينتبه لهذه الفطرة فلا يخالفها سيحكم المستقبل. ان الخديعة التي مارسها قيس سعيد على هذه الفطرة لن تسمح لسياسي بعده ان يكذب على الشعب .
الشعب هناك ...من 98 بالمة الى 2 بالمة في اقل من سنتن دون اكاديميا ...مذرحة …