ائتنا شرابنا قد لقينا في سفرنا هذا فرحا... وقد أقمنا جدارنا وثقبنا سفين الخائنين. ونختم بما كنا له مقرنين وإنّا إلى ربنا لمنقلبون فائتنا شرابنا نحن نلقى...في سفرنا هذا مجدا...إذ جعلنا كان في يكون فيكون زهو المضارع في الجملة الفعلية.
بالمضارع ندفن الماضي الناقص ونغرس في الأرض فسيلة ... نرى دما يحقن وأرواحا ترد ونرى ماء يجري في السواقي ونرى تفاحا عظيما ناهدا في صدر فتي ونرى رجولة الفتيان في إخضلال الزغب ونصغي لنبيب الليل في الشوارع تتحرر من كل بصّاص غبي.
بعض ماض لفتح الكلام ثم نطلق الفعل المضارع كالسيول. فائتنا شرابنا نحن نلقى ...نبضا طالعا في الدم السخي ونلقى وجدا صاخبا في الصمت البهي ونلقى نسوة يعشقننا وقد عدنا من دهر خصي. ...نحن نلقى ونقيم بيتنا لنقيم في لحن شجي .. لن يهد عابر منزلنا كنزنا محفوظ في القلب البهي وسفين وقتنا يمخر في بحره وهوى العشاق فينا يكتب ديوانه.
والنسيب يؤنث صبوتنا فنكون عشاقا في ليل مضيء ..ائتنا شرابنا ....نحن في بلدتنا نفخر ونزيد نزدهي. صب لي جوني الأسود إني أمزجه بالعسل حتى انتشي... إني لأجد ريح يوسف واستعيد بصري واكتب روايتي بالفعل المضارع. يا معلمي تحضرني صورتك ووصية تخشى على اللغة العظيمة.
نحن نلقى في سفرنا هذا حارسا آخر للجملة الفعلية ولك المقام الأسمى في تقديسها فلقد بذلت في تثقيفها قلمك البهي. يستقيم القول في غيبتك وبذكرى روحك السمحاء سوف يحتفي.. يا أبي تحضرني عمتك ولحيتك ونظرتك ونبرتك قد حفظت وصيتك بالدم السخي...يستقيم القول في غيبتك وبدموع الفقد سوف يهتدي فناما قريرين بعدكما نقيم جدارنا ونغرس زيتوننا ونمخر في بحرنا ونعود بالصيد الشهي.
هذه بلدتنا وأهلنا ونحن في سفرتنا إلى المجد العظيم نعرف قبل الخضر وموسى وقبل يعقوب كيف يكون الصندوق نبي. ائتني شرابي إني لا ألقى في سفري هذا نصبا لكني ألقى مجدا وفخرا وشبابا دائما في وطن بهي… أمة لا تخلو قبل الأمم هنا قيامة باهرة وروحا ثائرة على منظومة حائرة عزيمتها خائرة تجارها بائرة وتخرج خاسرة فندخل من كل أبواب المضارع بالرست الجلي …