تلك المرارة نشأت من زمن قديم لم يكن فيها للباي من وجه غير المحلة ...تشردنا في الصحاري .... ثم حل الفرنسي يحكمنا بالحديد والنار ...ويعزلنا ...كأننا جرب.. ثم تقوم لنا دولة وفيها من سلاحنا صليل ...ثم نجدنا معزلا …
فلا نحن في الدولة ولا نحن خارجها لكننا نطرق الباب بغية الدخول عليكم امنيين فاذا نحن تحت الباب وأنتم تطلون من مشربية وتقولون ...فلاقة سراح ...نتسرب من شقوق الاسوار ونشتغل فطايرية وتجار تفصيل وعمال بناء ...ونقول دخلنا.. لاباس سيقبلوننا فنحن اهل.
وإذا أنتم فوق السور العالي ونحن بمتن كليل ...نتوسل ...وعندما تنطلق الثورة نوقدها من اجل وطن للجميع فاذا نحن سبة فوضى ...وخشش ارهاب مدعويين للدخول في صف وطني يرى نفسه ربا صغيرا علينا ولا يرى عاهته اذ ينتقصنا ....
ثم ياتي الارهاب فاذا صدورنا اولا.. ثم الوطن امن من خلفنا ...فنحن خلقنا له ...فالبلاد قبل الاولاد ...ولا نمن ولكنه الواجب ...ونعم الصدر إذا يحمي الوطن ونحتج من اجل خبز شريف بعد اتفاق نبيل فاذا النبل على الورق وإذا الغاز في العيون وفي الصدور وفي البيوت الامنة …
تلك المرارة ولدنا ونقاومها فينا ليكون لنا وطن معكم وفيكم كأننا واحد.. فاذا نحن تحت السور وأنتم تطلون من مشربية خضراء في قصبة الباي القديمة وتقولون .... ما لا يجمعنا اليكم ولكن يزيد في مرارة في الحلوق …
المرارة تذبحنا.. ونحتار في الوطن هل نحن منكم؟؟؟ نحن نحزن …ونمضع حزننا …. ولكن لن نفرط في الوطن …. لقد خلقنا له … رب مقاومة سلمية تبني وطنا عادلا …. نحن صبر الجمال في الصحراء والماء قليل.. لنا الله ودرس اجدادنا …. ودم اهلنا يزهر في الغد ….