فيطاوعني الغرور، فأراوده عن نفسه.أيها الوسواس اللذيذ أنا ولدت في أرض الكروم العبقة. اجلس إلي اسقيكها مترعة…
فيبتسم، فأرى صفرته الباطنة. الشيطان يحتاج كل ملكاته ليقتدر عليكم.انتم تغشُّونها لتقتدروا عليكم فعجزكم فاضح في الصحو. صحوتكم سكركم. وتفضحكم عيونكم في الكأس قبل الأخيرة. فأشفق عليكم فأهديكم سبل الإياب إلى البيوت فأنقذكم من الدوريات لتعودوا إلي. أنا أيضا أكره الدوريات فليس لدي بطاقتي رغم وجهي المألوف. تمرون في الصحو قرب الله. وفي السكر تبكون من الخشية فارتبك.انتم تفسدون علي أمري.
فأعجز أي حالتنا الشيطان؟
انظر قلبك إني سكنتك قبل الخمر والحلمات. فأجس صدري فيبتسم. أليست تلك خطيئة كافية لتلقاني هناك بعد يوم الحساب؟. فيلوي شفيته. لا ولكني زرعت فيك غير حب اللهو والكلمات. فأعرف أن قد أخذت على غرة فينتصر. كلما أحببتَ بلادك أكثر كلما سهلتَ علي غوايتك فأنا أيضا أطوِّر من وسائلي وبعض وسائلي وطنك.
أصب كأسي وانتظر الإيمان بعد فراغ الزجاجة.
وطن يجازي القتلة. إثم حبّه. وإثم زيته. وإثم تمره. وإثم ضحكة الأطفال فيه. وطن يؤثِّم أولاده بالحب فيتوبون عنه بالنكران والخمر الرخيصة ويرون في التلفاز وجه القتلة. كيف للشيطان أن لا يزدهي.
كل نص فيه إثمك الجبار فاكتب وتأنق في النصوص. واحسب كل فقرة مصعدا في الجحيم. وهل احتاج بعدها أن أغريك بالخمر الرخيصة. لو تدري كم تزعجني دموعك. إذ أراك وقت الدمع قرب الله تشكوني إليه. وتغفل أن تشكو إليه وطنك. لم أكن أدري أنا رب الغواية أن حب الأرض في الزمن القديم إثم باهر يفتح الأبواب نحو الموت قبل الموت ويفتتح الجحيم. وطن يجازي القتلة ويقتل الأطفال مثلك وطن يحبه الشيطان. فالشيطان يحب أن يرتاح في الظل ويرى الأوطان تقتل أبناءها بالغَمِّ.