نصيحة هادئة لا تلوموا اخر حكومة على ما تعانيه من فعال الحكومات التي سبقت منذ بداية الدولة ...فالأمر اكبر من ان يصلح بالترقيع . خذوا مثالا بسيطا ولكن دال دلالة كبيرة على سوء التخطيط العمراني .
فان تبني حي النصر على مرتفعات كانت تمتص مياه الامطار فوق منخفض اريانة المبني قبل حي النصر ...دون ان تهيا المنخفض ليصرف مياه المرتفع الذي تحول الى سطح اسمنتي .وقد ردمت بحيرة جبلية كانت تستوعب الكثير من مياه النحلي ..فذاك من سوء التخطيط وغياب الهندسة العلمية للمدن ....
ان انقاذ اريانة من مياه حي النصر يقتضي اعادة بناء اريانة ...كلها ...وهو امر مستحيل ...لذلك سنظل نعاني نتائج سوء التخطيط هذا حتى يوم القيامة …
طوبوغرافيا مياه المنزه الخامس والسابع والثامن وحي النصر واحد حتى النحلي منحدر جبلي وترابي كانت مياه اوديته تنتهي في سبخة اريانة وفي خليج تونس ...اغلقت إلا من مجار صغيرة لا تستوعب كمية مياه فجئية (اريانة غرقت مرتين الان في سبتمر وفي اكتوبر ) …
وسنجد ان كل مكان يغرق في المطر الفجئي به وضع مشابه لاريانة (بناء في المرتفعات بعد بناء في السهول ...دون تعديل قنوات التصريف السفلى) مثال وادي الليل ودوار هيشر يغرق منوبة والعقبة تغرق حي الزهور …
متى ستعالج هذه الاخطاء ؟؟؟....لازمها ميزانيات فرعونية وصبر طويل ... عندما تمجدون زمن بورقيبة وبن علي تذكروا الرعواني في بناء المدن .
واحدة من بؤر الفساد ودواميسه هي تلك اللحظة التي يختلي فيها المقاول الخاص بعون الرقابة العمومي (مركزيا كان او جهويا ) ويتفقان حول قهوة العون ...ويأخذ المقاول اوراقه ممضاة ويخرج من الخطأ التقني …
هذه تحل بالرقابة الشعبية ....
كان تنشر الجهة المخولة كراس الشروط على العموم قبل الانجاز بكل تفاصيلها التقنية و تسمح للناس بمراقبة ما يجري ... الناس تفهم وهناك فنيون يساعدون ...على الفهم . اجعلوا الشعب رقيبا على مصالحه ....سيساعدكم …
يمكن ايضا تعديل النصوص الترتيبية فتبقي مسؤولية المراقب العمومي بنفس مسؤولية المقاول الذي انجز .... فيصبحان شريكين في الجريمة ان حصلت …
وإلا لن نخرج من المستنقع ....كل مطرة تفضحنا قدام العالم …
وربي يبارك نهاركم جتكم في الصبر اصبروا…