يبدو أن المعلومة السياسية زمن الدكتاتورية كانت أيسر تداولا من زمن "التعتيم الديمقراطي"... منذ الأول من فيفري الماضي استقال اسماعيل البديوي من ديوان رئيس الجمهورية.. ولم يبلغ الخبر إلى الرأي العام إلا يوم 02 أفريل.. شهران كاملان لنعلم خبرا جافا بلا تفسير أو تعليل.. الضو لا...
هذه الاستقالة السابعة في ظرف سنة وربع من عمر الرئاسة،… لا أحد ممن يخرج من قرطاج يجرؤ على فتح فمه للعموم ليشرح سبب خروجه.. كلهم يخرجون صما وبكما...!!!
الأمر مريب فعلا.. ومن حقنا كمواطنين أن نفهم هذه الخفة واللامسؤولية في تعيين صانعي القرار الرئاسي ثم التخلي عنهم بسرعة...؟ وأن لا يشذّ أحد "المستقيلين" (المُقالين) عن قاعدة "الأومرتا" يجعلنا نتساءل عن حقيقة ما يجري داخل القصر.
قبل الثورة كانت أخبار مسؤولي القصر.. بن ضياء وعياض الودرني وقبلهما البكاري وكربول.. تصل إلى الناس أولا بأول بسبب صراع الشقوق غالبا…
اليوم يبدو أن لا وجود لا لشقوق ولا ما يشقّ... رغم كثرة الطقّ... الرئاسة مؤسسة سياسية يجب أن تكون شفافة وواضحة.. جعلها ورشة لتعلّم "الحجامة في راس ليتامة".. يجعلنا نشك في ما هو أبعد…