اقتنعت أن الأنظمة العربية الحاكمة بريئة تماما من أدنى مسؤولية عن تخلفنا وبؤسنا وهزائمنا وذلنا وتبعيتنا التي تبدو كلها بلا نهاية ولا يوجد مؤشر ولو ضئيل أنها قد تخف ولو قليلا فما بالك أن تزول. خذ لك مثالا الانقلاب التونسي الرث الذي محا الديمقراطية الصغيرة ب"لعبة وضحكة".
هل كان سينجح لو لم يجد آلافا من الحمقى من كل الفئات الاجتماعية (من الأمي إلى الدكتور الجامعي) ومن كل عائلات "السياسة" يخرجون إلى الشوارع بكامل إرادتهم ويملأون التلفزات ليهتفوا كالمجانين "تسقط الديمقراطية ويحيى الانقلاب.. تسقط حقوق الإنسان وتحيى السجون ملأى بالديمقراطيين الملاعين"..!؟
هل كان سينجح لو لم يجد أدعياء ديمقراطية عمت عيونهم وصمّت آذانهم عن المخاطر المحدقة بالتجربة وهم منصرفون بكل صلف وانتهازية إلى معارك بينية صاخبة ومناورات صغيرة وحقيرة للمحافظة على وهم سلطة شغلتهم بها غرف الاستعمار عن خططها المكشوفة لأي متابع بسيط؟
هل كان سينجح...!!؟
طبعا لا.
وها أن إبادة لشعب عربي كامل بصدد الوقوع الآن بمشاركة ظاهرة أو خفية من كل الأنظمة العربية التابعة الذليلة، هل يمكن أن تغيّر هذه المأساة شيئا من وعي شعوبنا ونخبنا وتدفعهم إلى تجاوز انقساماتهم العبثية والتوافق حول مشروع نهوض تاريخي ديمقراطي جامع يخرجهم من حالة الانسحاق الذليل أمام استعمار عالمي مجرم واستبداد محلي مقيت يتعمدان إذلالهم ونهب مقدراتهم وإدامة تخلفهم؟
وتڤول... اااه.. تبا.